استهداف برج آخر في غزة يفاقم أوضاع النازحين

دمرت القوات الإسرائيلية برجاً سكنياً ضخماً وسط غزة، مما أدى إلى تشريد مئات العائلات في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الأونروا أن آلاف النازحين الذين يعيشون في ملاجئ وخيام، بلا مياه نظيفة أو صرف صحي أو أمان.

مركز الأخبار ـ يعد استهداف الأبراج السكنية في قطاع غزة سياسة ممنهجة تمارسها القوات الإسرائيلية، إذ تدعي أن حركة حماس تستخدم الأبراج لأغراض عسكرية، إلا أن تلك الأبراج مثل برج "المشتهى" و"الرؤيا" و"السوسي" وآخرها برج "الجندي المجهول" الذي استهدفته مساء أمس، تأوي مئات العائلات والنازحين.

في إطار حملة التدمير التي تشنها على الأبراج السكنية في غزة، استهدفت القوات الإسرائيلية، مساء أمس الأحد 14 أيلول/سبتمبر، "برج الجندي المجهول" الواقع في شارع عمر المختار بحي الرمال، أحد أكثر المناطق حيوية وتجارية في مدينة غزة.

كان يأوي البرج مئات العائلات الفلسطينية والنازحين، ويجاوره عدد كبير من الخيام التي تأوي نازحين فرّوا من مناطق أخرى.

وجاء الهجوم بعد إنذار عاجل وجهته القوات الإسرائيلية للسكان، طالبتهم فيه بإخلاء البرج والمخيمات المجاورة خلال وقت قصير جداً، لم يسمح لهم حتى بجمع مقتنياتهم أو ملابسهم، مما جعل السكان يتدافعون للخروج من المبنى وسط حالة من الذعر.

وكانت قد نشرت القوات الإسرائيلية بياناً على منصة "إكس" الأمريكية، أرفقته بخريطة تحدد موقع البرج باللون الأحمر، معلنة نيتها مهاجمته بزعم وجود "بنى تحتية إرهابية لحماس" داخله أو بجواره.

ويُعد "برج الجندي المجهول" من أكبر الأبراج السكنية في غزة، ويضم عشرات الشقق والمحال التجارية، وكان ملاذاً لمئات العائلات خلال الحرب.

ومنذ بداية آب/أغسطس الماضي، شرعت القوات الإسرائيلية في حملة ممنهجة لتدمير الأبراج السكنية المرتفعة، ما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسط تحذيرات من مراقبين بأن الهدف هو دفع السكان قسراً نحو الجنوب، في إطار مخطط تهجير أوسع بدعم أمريكي.

 

آلاف النازحين يعيشون بملاجئ بلا مياه نظيفة

أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس، أن آلاف الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة مدينة غزة ومخيم جباليا يعيشون الآن في ملاجئ مكتظة وخيام مؤقتة بلا مياه نظيفة أو صرف صحي أو أمان.

وشددت على أن "النزوح يتزايد، ولا مكان آمن"، فيما تواصل القوات الإسرائيلية عمليات تدمير ممنهجة للمباني والأبراج السكنية والمدارس الأممية، مؤكدة أن "فرقها تواصل تقديم الخدمات، إلا أن الأزمة أصبحت هائلة".

وبحسب المكتب الإعلامي، فقد دمرت القوات الإسرائيلية منذ 11 آب/أغسطس الماضي، أكثر من 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، وألحقت أضراراً جسيمة بنحو ألفي مبنى آخر، إضافة إلى تدمير 13 ألف خيمة، ما تسبب بتشريد أكثر من 100 ألف شخص.