استهداف المنشآت الحيوية يزيد من معاناة النساء
استهدفت قوات الدعم السريع محطات الكهرباء في ولايات منها البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية والخرطوم وسد مروي بشكل متكرر في الفترة الماضية مما ضاعف من معاناة الأهالي.

ميساء القاضي
السودان ـ أثر انقطاع الكهرباء الذي تسبب به قصف قوات الدعم السريع لعدد من الولايات السودانية على سكانها والنازحين فيها، لكنهم تحملوا بصبر كل ذلك وحاولوا العمل على إيجاد حلول بديلة.
تستهدف المسيرات التابعة لقوات الدعم السريع مرافق الكهرباء بالولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، ومع إكمال النزاع عامه الثاني شنت هذه القوات هجمات على محطات الطاقة الواقعة شمال البلاد طيلة الأسبوعين الماضيين.
قالت داليا محمد وهي نازحة من الخرطوم إن استهداف الكهرباء والمنشآت الحيوية يلقي بضرره مباشرةً على المواطن ويزيد من معاناته، مؤكدةً أن انقطاع الكهرباء له أثر كبير على حياة النساء وقدرتهن على تأمين احتياجات الغذاء والماء، فانقطاع الكهرباء أدى إلى انقطاع المياه أيضاً وبالتالي عدم توفر مياه الشرب.
ولفتت إلى أنها كانت تعتمد على الموقد الكهربائي ومع انقطاع الكهرباء أصبح عليها تحمل نفقات إضافية لاستخدام الغاز والفحم.
وبينت أن الانقطاع أثر على حصول الأشخاص على نفقاتهم عن طريق التطبيقات البنكية "تأتينا مصروفاتنا الشهرية عبر التطبيقات البنكية، فبعد النزاع أصبح الرجال يعملون بعيداً ويرسلون لنا النقود، وزوجي من هؤلاء، وقد عانيت كثيراً، فهاتفي أغلق لفترة لعدم توفر الكهرباء، وأماكن المولدات بعيدة ومزدحمة وتتطلب دفع مبلغ مالي للتمكن من الشحن، وقد لا تتمكن من شحن هاتفك بالكامل والمسافات بعيدة".
وأضافت داليا محمد "اخوتي يعانون في الدراسة لعدم توفر الضوء فيضطرون لحفظ دروسهم نهاراً فقط، ورأيت التأثير في السوق كذلك فإذا ذهبت مثلاً لإصلاح شيء مكسور سرير أو غيره يخبرونك بأنه غير متوفر لعدم وجود الكهرباء، ذهبت مع أمي لطحن القمح والحصول على الدقيق فأخبرنا صاحب الطاحونة إن ذلك غير ممكن لأن الكهرباء غير متوفرة".
وقالت داليا محمد إن انقطاع الكهرباء أثر على أسعار الخدمات لأن تكلفة الوقود اللازم لتشغيل المولدات أضيفت إلى الأسعار فارتفعت أسعار الخبز وكذلك الخدمات الطبية.
كما أثر انقطاع الكهرباء على القطاع الصحي والخدمات التي يقدمها بسبب عدم وجود الكهرباء، واعتماد المؤسسات الطبية على المولدات، وعن تجربة مرت بها بينت داليا محمد أنها خضعت لعلاج الأسنان هي ووالدها حيث تطلب الأمر صورة أشعة للسن المراد علاجه لكن "توقف المولد فجأة عند التقاط صورة الأشعة واضطررنا لإعادتها، ومن الجيد أنهم لم يطلبوا منا دفع ثمن الصورة مرة أخرى، لكن هنالك من اشتكوا من أنهم اضطروا للدفع مرتين، وقال الطبيب عند رؤية الصورة الجديدة إن الصورة غير واضحة، وكاد هذا الأمر أن يتسبب في علاج سن آخر بالخطأ غير السن المقصود إلا أن والدي قام بتنبيهه للسن الصحيح، وكل هذا بسبب عدم وضوح صورة الأشعة لعدم توفر الطاقة اللازمة".
من جهتها قالت دينا آدم إن انقطاع الكهرباء أثر على كل النشاطات المسائية التي كان الناس يقومون بها كما أثر على دراسة الطلبة "لدي نشاط تجاري وهو عمل الحناء وتعتبر فترة المساء الأفضل للعمل إذ تأتي غالبية النساء إلي بعد غياب الشمس، ولكن بعد انقطاع الكهرباء توقف ذلك، وبالنسبة لمشاريعنا التجارية فإنها تحتاج إلى الثلاجات فأجبرنا على إيقافها".