إسرائيل تستمر باستهدافها الممنهج للطواقم الصحفية بغزة
قتلت إسرائيل ما يقارب 11 صحفي من خلال هجماتها على قطاع غزة التي تشنها منذ عشرة أيام.
رفيف اسليم
غزة ـ تستمر إسرائيل في هجماتها على قطاع غزة، مستهدفة الطواقم الصحفية التي تعمل على نقل صورة ما يجري داخل المدينة المحاصرة التي منعت عنها كافة الخدمات الأساسية، فقد قتلت حتى اليوم ما يقارب 11 صحفياً وإصابة أكثر من 20 آخرين، بالإضافة إلى فقدانها التواصل مع اثنين من طواقمها دون معرفة مصيرهما حتى الآن.
أفادت الصحفية صبا أبو عمرة أن النساء والأطفال يشكلون نسبة 52% من عدد القتلى الذين تستهدفهم إسرائيل في كل يوم يكثف به عدوانه على قطاع غزة، مشيرةً إلى أن ما يعقد الأمر أكثر وجود 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة 550 منهن تنتظرن الولادة في ظل انشغال تام للمشافي ونفاد الوقود والمعدات الطبية.
ولفتت إلى أن عدد من المشافي خرج عن الخدمة بسبب استهداف مباني بجانبها، كما أنه أصبح من المستحيل لمرضى السرطان والكلى تلقي الجرعات العلاجية، بالتالي المئات من الأهالي اليوم يتنظرون مصير الموت المحتم، منوهةً إلى أن هناك عشرات العائلات التي لا تزال تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم إثر توالي المجازر المرتكبة ونقص المعدات.
وبينت صبا أبو عمرة، أن المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض تزداد في كل يوم نتيجة تكدس النازحين البالغ عددهم 470 ألف شخص في أماكن الإيواء جنوبي قطاع غزة، لافتةً إلى أن تلك الصورة لا تريد إسرائيل نقلها للعالم لذلك تستهدف الكوادر الصحفية بشكل مباشر في ظل عدم اعترافهم بقوانين دولية ناظمة تحمي الصحفي خلال عمله في الحروب.
وأضافت أنه على الرغم من ارتداء الصحفيين الفلسطينيين الشارة التي تدل على ماهية عملهم إلا أن إسرائيل تتعمد قتلهم وبدم بارد، إضافة لاستهدافه عشرات المؤسسات الإعلامية منذ بدء هجومها على قطاع غزة، مشيرةً إلى أن السبب الأساسي هو الرغبة بعدم وجود شاهد على جرائمها يوثق كافة تلك الانتهاكات التي بات من الصعب حصرها والتي تزداد في كل يوم يستمر به ذلك الهجوم.
وأوضحت أن "السبب الآخر لعمليات القتل الممنهجة تلك هو تفردهم بالرواية المزيفة التي يصدرونها للعالم والتي مفادها هي الدفاع عن أنفسهم من الهجوم الفلسطيني الذي يشن ضدهم وآخرها تصريحاتهم بقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين ونشر صورة الكلب المفبركة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنها طفل إسرائيلي مقتول بعد تعديلها بالذكاء الاصطناعي".
وأفادت صبا أبو عمرة، أن العالم تداول الخبر ملقي اللوم على قطاع غزة، إلا أنه تبين الأمر وظهرت مراسلة CNA، على الشاشة معتذرة من الجمهور ومكذبة الخبر، مفيدة أنها لم تتحرى الدقة خلال نقل المعلومة في الوقت الذي استمرت به شبكات أجنبية بنقل الخبر والإضافة عليه بهدف الحد من التضامن الدولي الذي باتت تشهده القضية الفلسطينية وانتشار المظاهرات المطالبة بوقف آلة القتل الإسرائيلي.
وأكدت أنه في حال استمر ذلك الاستهداف الممنهج لن تتمكن الطواقم الصحفية من متابعة عملها بنقل الصورة، بالتالي ستبقى جرائم إسرائيل طي الكتمان وستنعزل المدينة الصغيرة عن العالم المحيط، مناشدة العالم المتحضر والحر إلى ضرورة التحرك بحماية الصحفيين الفلسطينيين من خلال جميع وسائل التضامن، مع ضرورة تحري الدقة خلال نقل الأخبار والمعلومات عن المجازر التي تحدث بغزة.
فيما أفاد تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، بأنه ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تم رصد مقتل 11 من الصحفيين الفلسطينيين بصواريخ طائرات إسرائيل.
وأشار البيان، إلى أنه قد تم رصد أكثر من 20 إصابة كانت الأعنف في قطاع غزة، وقصف حوالي 20 منزل للصحفيين بشكل كامل والبعض بشكل جزئي، متخذة إسرائيل تصعيداً جديداً في قصف منازل عدد من الصحفيين على رؤوس ساكنيهم، كما دمرت 50 مؤسسة إعلامية.
وأكد البيان، أن العديد من الصحفيين تعرضوا للتهديد المباشر ولحملات تحريضية من قبل صفحات عبرية على مواقع التواصل الاجتماعي، عدى عن رصد العديد من المنشورات العبرية التي تطالب بتصفية الصحفيين ووصفهم بالمخربين والإرهابين، كما تم رصد تهديد مذيع قناة العربي على الهواء مباشرة من قبل مستوطن مسلح.
وكانت قد وجهت النقابة رسالة إلى الاتحاد الدولي للصحفيين، مطالبة حث جميع وسائل الإعلام العاملة ضمن مظلة أعضائه بالالتزام بأخلاقيات ومبادئ مهنة الصحافة وتوخي الدقة في تغطية الأخبار وعدم التحيز لأي من الأطراف، بل العمل على نقل الحقيقة بحيادية وذلك لتجنب المزيد من المجازر بحق الأبرياء.