إعصار ليبيا خلف كارثة إنسانية والآف القتلى والمفقودين

تسبب الإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا منذ عدة أيام بوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، أدت لانهيار سدين بالقرب من مدينة درنة خلفت دماراً كبيراً في المدينة الساحلية.

مركز الأخبار ـ أفادت منظمة الهلال الأحمر الليبي، انها تمكنت من إنقاذ حوالي 800 شخص من الإعصار الذي ضرب مدن شرق ليبيا، في حين تواصل جهودها للبحث عن مفقودين.

قال المسؤول عن عمليات المساعدة في الهلال الأحمر أمس الجمعة 15 أيلول/سبتمبر أنهم تمكنوا من انقاذ 800 شخص، لافتاً إلى أنه ما يزال هناك أمل في العثور على العديد من الناجين ولكن لا يوجد حتى الأن حصيلة دقيقة ونهائية لعدد القتلى.

وكشف الهلال الأحمر الليبي عن ارتفاع حصيلة القتلى جراء الإعصار إلى 11300 قتيل، في حين تواصل فرق الانقاذ جهودها في إنقاذ العالقين.

وكان إعصار دانيال قد ضرب منذ عدة أيام عدة مناطق في مدن شرق ليبيا كبنغازي، البيضاء والمرج، سوسة ودرنة أكثر المناطق تضرراً، وتم أغلاق مدينة درنة بالكامل من أجل تسهيل وصول فرق الانقاذ للبحث أكثر من عشرة الآلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.

وذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية أن حجم الكارثة الناجمة عن انهيار السدود والجسور بسبب الإعصار في ليبيا ما زال غير معروف ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا مع استمرار البحث عن المفقودين.

وأشار إلى أن التحدي الرئيسي الأن هو تنسيق الجهود مع الحكومة والسلطات في شرق البلاد وتحديد حجم الكارثة، ومستوى الاحتياجات المحلة وعدد الضحايا الذي لا يزال غير دقيق بسبب الافتقار إلى عملية التوثيق المناسبة وحجم الكارثة الهائل.

وتم تسجيل 55 حالة تسمم بين الأطفال في مدينة درنة بعد تلوث المياه نتيجة السيول التي دمرت شبكات المياه، واختلاطها بمياه ملوثة وفقاً للمركز الوطني لمكافحة الأمراض في العاصمة طرابلس.

وأشار مدير المركز إلى أن النظام الصحي في درنة متهالك، وحالات التسمم المتوقع ارتفاعها ستزيد من تردي الوضع الصحي، وطالب بإخلاء المناطق التي تضررت من السكان وخاصة النساء والأطفال والمناطق التي تلوثت فيها مياه الشرب.

وأفاد مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، إن الفيضانات في ليبيا تسببت في مقتل آلاف الأشخاص في أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ الحديثة، كانت بسبب "تصادم المناخ بالإمكانات" جاء ذلك تعليقاً على التحذيرات والمخاوف من تسمم المياه في درنة، وارتفاع مستوى تلوث البيئة بسبب الجثث المتحللة.

وكشفت السلطات أن خدمات الكهرباء والاتصالات عادت إلى مناطق كثيرة في مدينة درنة بعد 3 أيام من كارثة الإعصار.

وقال مدير المكتب الإعلامي لجهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس إن فرق الانقاذ بدأت عمليتها لإجلاء المواطنين من درنة ومنع الدخول إليها لأن فرق الانقاذ والمتطوعين فقط من سيبقى فيها.

 ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" اليوم الجمعة إلى أن انتشال جثث الضحايا بات الان من الأولويات.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا اليوم أن أكثر من 38 ألف و640 شخصاً نزحوا من المناطق المتضررة إلى مناطق أخرى أكثر أمانا بينهم 30 ألفاً من درنة، لافتاً إلى أن ما لا يقل عن عشرة الآلف شخص ما زالوا في عداد المفقودين وتم تسجيل 3922 حالة وفاة في المستشفيات.

وذكر قسم الاستجابة للطوارئ التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الحاجة الأساسية في ليبيا هي فرق متخصصة في انتشال الجثث وأكياس الجثث/أكياس الرفات البشرية، لافتاً إلى أن جهود البحث والإنقاذ ربما تكون قد انتقلت من محاولة العثور على ناجين، بعد عدة أيام من الإعصار.

وأفادت خدمات الطوارئ في ليبيا بأنهم عثروا على عائلة بعد بقائهم لمدة خمسة أيام تحت الأنقاض على قيد الحياة، حيث كانت الأسرة محاصرة تحت ألواح كبيرة من الصخور وعلى ما يبدو أنها جدران منزل منهارة نتيجة الإعصار حيث قامت فرق الانقاذ من خلال آليات ثقيلة تقوم برفع أنقاض المنزل المتضرر واخراج العائلة.