ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات الإيرانية والطب الشرعي يكشف سبب الوفاة

على الرغم من الاعتقالات والقتل والقمع الشديد ضد المتظاهرين، تستمر انتفاضة النساء في إيران وشرق كردستان بعد مقتل مهسا أميني، في يومها الرابع عشر.

مركز الأخبار ـ تضامنت عدة دول عالمية مع انتفاضة النساء في إيران وشرق كردستان بعد وفاة مهسا أميني، حيث تستمر عمليات القمع ضد المتظاهرين وسط إدانات دولية، وارتفاع حصيلة القتلى إلى 83 شخصاً.

تستمر الاحتجاجات في مدن إيران وشرق كردستان التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، في يومها الرابع عشر، وسط موجة قمع كبيرة من قبل قوات الأمن.

اتسعت موجة الاحتجاجات لتشمل أغلب مدن إيران، ونزل المتظاهرين إلى الشوارع مرددين هتافات مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"Jin jiyan azadî"، وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين وأصيب عدد من الأشخاص على إثرها.

وفي مدن أخرى، حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، لكن الناس لم يغادروا الشوارع وواصلوا احتجاجاتهم. كما ورد في مقاطع الفيديو التي تم نشرها على الإنترنت سماع طلقات نارية متواصلة.

 

سبب وفاة مهسا أميني ضربة على الجمجمة

وأعلن أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني محمد باقر بختيار، أنه وفقاً للمعلومات الواردة من نتائج فحوصات الطب الشرعي، فإن مهسا أميني دخلت في غيبوبة وتوفيت بسبب ضربات على الجمجمة.

وبحسب فحص الطب الشرعي، فقد تم استئصال الطحال التالف لمهسا أميني من جسدها، بعد نقلها إلى مستشفى كسرى بسبب نزيف داخلي لتتحسن حالتها، لكنها دخلت في غيبوبة بسبب إصابات في جمجمتها.

وأشار المدعي العام للفرع الخامس من مكتب المدعي العام في طهران رقم 38 إلى شهادة إحدى الفتيات اللواتي رافقت مهسا أميني في الشاحنة. وبحسب ما ذكرته الفتاة، فإن مهسا أميني "كانت تعاني من الضربة التي تلقتها على الرأس وكذلك نزيف الرأس، وكانت تبكي باستمرار، وطالبت بالحصول على هاتفها المحمول، لكن الضباط لم يلتفتوا لها".

وأفادت وسائل إعلامية في 20 أيلول/سبتمبر، نقلاً عن مصدر قضائي إيراني مطلع، أن إحدى الكاميرات المطلة على مكان احتجاز مهسا أميني، والتي سجلت تعرضها للضرب بالقرب من محطة المترو، تمت إزالتها بأمر من المدعي العام في طهران وتسليمها إلى القضاء.

 

ارتفاع حصيلة القتلى

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، الخميس 29أيلول/سبتمبر، مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً على أيدي قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء إيران خلال أربعة عشرة يوماً.

وأكدت المنظمة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدوره في منع قتل الأشخاص من قبل النظام الإيراني، حيث تم اعتقال آلاف المتظاهرين والنشطاء المدنيين حتى الآن وأنهم تعرضوا لسوء المعاملة والاعترافات القسرية تحت الضغط والتعذيب، وكشفت أن معظم القتلى ماتوا بطلقات مباشرة في الرأس والقلب.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم "استخدام أسلحة الحرب ضد المتظاهرين جريمة دولية، وعلى المجتمع الدولي واجب منع وقوع هذه الجريمة".

 

تضامن عالمي مع انتفاضة النساء في إيران

وتضامناً مع الانتفاضة النسائية في إيران، نظمت أمس الخميس تجمعات في جميع أنحاء العالم، من مدن الدول الآسيوية والأوروبية إلى دول القارة الأميركية.

وتجمع عدد من الإيرانيين المقيمين في ملبورن الأسترالية في الساحة المركزية بالمدينة، معبرين عن تعاطفهم مع أهالي ضحايا الاحتجاجات، وإدانتهم لممارسات قوات الأمن في قمع المتظاهرين، ودعمهم لانتفاضة الشعب على مستوى البلاد ضد النظام الإيراني.

وفي النرويج، أعلنت الشرطة أن العديد من المتظاهرين كانوا يحاولون دخول سفارة إيران في أوسلو خلال مظاهرة.

كما تجمعت نساء أفغانيات، أمام سفارة إيران في كابول احتجاجاً على وفاة مهسا أميني، وعبرن عن دعمهن لانتفاضة الشعب الإيراني على مستوى البلاد.

وفي إسطنبول بتركيا، تجمع عدد كبير من الإيرانيين المقيمين في هذه المدينة أمام قنصلية إيران لدعم الاحتجاجات التي عمّت البلاد.

ويستمر تضامن الفنانين والشعوب في أجزاء أخرى من العالم مع الانتفاضة الشعبية في إيران، حيث أقيم معرض لفن الشارع في لوس أنجلوس دعماً لاحتجاجات الشعب الإيراني.