أرقام "صادمة" عن التحرش الجنسي في الجزائر

أظهرت نتائج استبيان أجرته جمعية "TBD Algria" شارك فيه أكثر من 1900 شخص، 97% منهم نساء، أن التحرش الجنسي ليس حالة خاصة بل واقع يومي تعيشه كل النساء في الجزائر بصرف النظر عن عامل السن واللباس.

الجزائر ـ "أصبح مُطبعاً ومقبولاً اجتماعياً، وجزء لا يتجزأ من حياة المرأة الجزائرية اليومية، وكأن المكان العام ليس من حقوقها"، بحسب جمعية "TBD Algria" في استبيان لها عن التحرش الجنسي في الفضاء العام بالجزائر.

استدلت جمعية "TBD Algria" ببعض الأرقام "المُخيفة" والتي تبين وتبرزُ مدى خطورة الوضع الذي تعيشه المرأة الجزائرية، إذ كشفت أن 30.6% من النساء يتعرض يومياً للتحرش و23.3% أكثر من مرة في اليوم، 28% مرة في الأسبوع على الأقل، 12.1% مرة في الشهر و11% مرة في السنة.

وحسبما أوردته الجمعية فإن الأرقام التي توصلت إليها تبين بوضوح أن "التحرش غير مرتبط بـ "أماكن مظلمة" ولا "أحياء خطيرة" فهو يسجل بالأماكن العامة المتاحة للجمهور التي شملها الاستبيان مثل الشارع، الحافلة، التراموي، سيارة الأجرة، القطار، الميترو وسيارات التطبيقات وحافلات نقل الطلبة الجامعيين.

وأكدت "TBD Algria" أن أغلب النساء اللواتي تعرضن للتحرش تعاطين مع الوضع بجمود وسكون باعتباره ردة فعل بيولوجية في الإنسان عند الشعور بالخطر ويضاف إلى ذلك الميل لإلقاء اللوم عليها بدلاً من إلقائه على المسبب الأصلي وأخيراً الخوف من الفضيحة "من بين 1876 تعرضن للتحرش 60% منهن أصابهن الجمود وهو رد فعل عصبي شائع في المواقف الخطيرة، الجسم يحاول أن يحمي نفسه".

ووفقاً للاستبيان الذي أجري، فالرجال هم أغلب المتحرشين مُقارنة بالمراهقين فالأقل من 19 سنة يمثلون 24% فقط أما الباقي فتتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة وهم يمثلون الأغلبية الساحقة.

وأكدت الجمعية أنه "كان للتحرش الجنسي آثار وخيمة على حياة الضحايا فمنهن من توقفت عن الدراسية أو العمل بسبب هذه المعاناة إلى جانب الأمراض النفسية التي أصبن بها مثل اضطراب بعد الصدمة والاكتئاب فحوالي 20% من المستهدفات في الاستبيان عبرن عن القرف والاشمئزاز من الظاهرة و13.2% عن الخوف وعدم الأمان و9 بالمائة عبرن عن الغضب و6.3% عبرن عن الصدمة و3% عن العار".

وتحدد الجمعية عوامل عديدة تدفع الضحايا إلى الصمت رغم أن الوضع كارثي والتحرش أصبح آفة تنخر المجتمع، منها "العيب" و"الحياء" فأكثر من 85.3% من ضحايا التحرش لا يقدمن شكوى على الرغم من وجود آليات وضعتها الحكومة الجزائرية لتسهيلها.

واختتمت جمعية "TBD Algria" الاستبيان الذي أعدته بتوجيه نداء إلى الضحايا لكسر حاجز الصمت والخوف الذي يمنعهن من الإبلاغ، لأن كل طالبة تتوقف عن الدراسة أو العمل تُشكل خسارة فادحة لاقتصاد البلاد ومستقبلها وأحلامها.