أربعة حوادث للتعذيب خلال أسبوع واحد: الهدف الأساسي هو التهجير
أكدت إحدى نساء مدينة جولميرك بشمال كردستان، أن أهالي المدينة والقرى المحيطة بها يتعرضون لانتهاك حقوقهم بشكل منهجي وذلك بسبب حالة الطوارئ، لافتةً إلى أن الهدف الرئيسي من ذلك هو تهجيرهم من أراضيهم.
مدينة مامد أوغلو
جولميرك ـ أظهرت وسائل الإعلام، أربع حوادث تعذيب حدثت ضد الأهالي في المناطق الحدودية والمرتفعة في جولميرك (هكاري) خلال أسبوع واحد فقط، وكان الرعاة والنساء اللواتي تتوجهن إلى الهضبة لحلب الماشية هم الأكثر تعرضاً للتعذيب، فبينما يستمر الحصار المكثف على المدينة بسبب الاشتباكات في منطقتي كفر وجوكورجا، كان يطبق في العديد من القرى هناك حظر ممنهج منذ سنوات عديدة.
يُجبر سكان القرى الحدودية في مدينة جولميرك على النزوح منها بسبب منعهم من الذهاب إلى الهضبة وجمع العشب وحتى تربية النحل فيها، وبينما يتم تشديد الحظر خاصةً في القرى الجبلية والحدودية في منطقة كفر، حيث لا يمكن للمواطنين الذين لا يملكون إقامة دخول قرى هذه المناطق التي تتواجد فيها مخافر الأمن، وبينما أخذت الضغوطات أبعاداً أكثر خطورة في الفترة الماضية، أشار القرويين إلى أن الضغوطات التي كانت مستمرة منذ سنوات لا تزال تمارس عليهم حتى الآن.
يُجبرون على الهجرة من خلال انتهاك حقوقهم
قرية واركنيما (جوبان بينار)، هي إحدى القرى الواقعة على الحدود التركية ـ الإيرانية، والتي تحدث فيها عمليات عسكرية دائماً، تم إخلاء القرية من الأهالي بسبب العمليات العسكرية في كل من إيران وتركيا في التسعينيات، وقبل بضع سنوات بدأت رحلة العودة إلى القرية، أولئك القرويين الذين أعادوا بناء منازلهم بعد عودتهم إلى قريتهم واجهوا بعد هذا ببضع سنوات مخافر الأمن التي أحاطت بهم من كافة الاتجاهات، ويمارس الأمن على أهالي القرية ضغوطات عدة مثل تحديد كمية الطعام التي يجلبها المواطنين من خارج القرية كما أن بعضها يتم أخذها، وفي الكثير من الأوقات يتعرض الرعاة للتهديد حيث يحظر عليهم جمع العشب، ولا يسمح للقرويين الذين يكسبون قوت يومهم من تربية الحيوانات بإحضار العشب من خارج القرية أيضاً.
"أبنائنا المتزوجون لا يمكنهم القدوم إلى القرية"
وقالت لوكالتنا إحدى نساء قرية واركنيما والتي رفضت ذكر اسمها لأسباب أمنية، بأن عناصر الأمن يقومون بتضييق الخناق على القرويين من خلال الإجراءات التي يتم اتخاذها ضدهم، لافتةً إلى أنه "نُجبر على العيش مع التهديد بالقتل كل يوم، وليس بإمكان الأبناء المتزوجين خارج القرية دخولها بسبب الحظر المفروض على القرية".
وأضافت "هذا ليس بأمر جديد علينا، لقد بدأ تنفيذه بعد عام 2016، لا يمكن لأي من أقاربنا القدوم إلى القرية، لا يمكنهم زيارتنا حتى خلال العيد ولا في الأفراح ولا في الأحزان، يوجد في القرية ثلاثة مخافر للأمن، بإمكانهم رؤية جميع نوافذ البيوت، وبسبب ذلك، لا يمكننا رفع ستائر المنزل، هناك ضغوطات من كافة النواحي".
وأشارت إلى أنه "عندما يأتي الناس إلى القرية بالحافلة، يأخذون البطاقات الشخصية من الجميع ويجعلونهم ينتظرون في الحافلة لمدة نصف ساعة، إذا كان يحملون معهم حاجتهم من الأغذية يحققون معهم لمدة ساعتين ويقولون (لماذا أحضرتم معكم كمية كبيرة؟)، كما أن الشخص الذي يقوم بممارسة هذه الأساليب على الأهالي يكون مراقباً عادياً بلا أي رتب، ولكن عندما يعترض الأهالي على تصرفاتهم، لا يقولون شيء سوى أن الأمر يأتي من الجهات العليا".
ولفتت إلى أن الرعاة يتعرضون للتهديد والضغوط في كل يوم "عندما تذهب النساء من القرية إلى الهضبة لحلب الماشية، يوقفون المركبات التي تستقلها النساء أثناء الذهاب والإياب ويقومون بفحص المعلومات العامة، بعد إخراجهن جميعاً من المركبة، كما أنهم يقومون بالكشف عن وجوه النساء بالقوة، وأثناء عدم رغبة إحدى النساء الكشف عن وجهها تستغرق عملية المعلومات العامة وقتاً أطول، أما العمال الذين يعملون في بناء مخافر الأمن يدخلون إلى القرية التي لا يمكن للقرويين دخولها".
وأوضحت أن مصدر الدخل الوحيد للأهالي القاطنين في القرية هو تربية الحيوانات "عندما يقترب الرعاة الذين يأخذون مشاتهم للرعي، يتعرضون للتهديدات كـ (ستجد قذيفة هاون وقعت في أحضانك)، حيث قتل الراعي سرتيب شن في عام 2019 بواسطة سلاح ناري، كما أنهم يمنعوننا من تربية النحل في بساتيننا. يسعون إلى ترهيب الناس من خلال هذه الممارسات لإخلاء القرية".
أربعة حالات للتعذيب خلال أسبوع واحد
حالات التعذيب التي حدثت في مدينة جولميرك التي تستمر فيها ممارسات حالة الطوارئ (OHAL)، وانعكست في وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي، كانت على النحو التالي:
تعرض راعيان يعملان في المرتفعات في قرية خرفاتى (بويوك جفتلك) بمنطقة كفر للضرب من قبل عناصر الأمن التابعة للقوات الخاصة المتواجدين في المخفر الأعلى كما وتعرضوا للتهديد بالقتل، وبعد الإفراج عنهما بعد حجزهما لساعات، قاموا بإخراج تقرير بالاعتداء بالضرب، وقدموا شكوى ضدهم.
ومع بدء العمليات العسكرية لم يتمكن أهالي القرى المحيطة بجبل سيبيريز في كفر، من مغادرة المنزل لمدة يوم بسبب هذه العمليات، ويتم إعادة النساء اللواتي أردن الذهاب إلى عملهن في حلب الأغنام من منتصف الطريق، وتم نقل أحد الرعاة إلى المنطقة التي تشهد عمليات عسكرية، وهناك راعي آخر ليست هناك أي أخبار عنه حتى كتابة هذا الخبر.
وفي قرية أناداغ في منطقة ديرجيك قام عناصر مخفر بالقرب من القرية بسؤال الرعاة الذين يرعون مشاتهم "ماذا تفعلون هنا؟"، وتعرضوا للإهانة والعنف من قبل الأمن.
ومرة أخرى في قرية أناداغ بعد يوم واحد فقط على ممارسات العنف التي حدثت فيها، قام الجنود بملاحقة أربعة رعاة، ومن بينهم أطفال، وبعد تعرضهم للعنف قاموا بتوقيفهم، وتم نقل الرعاة إلى النيابة بعد اعتقالهم، وثم تم إطلاق سراحهم تحت الرقابة القضائية وحظر خروجهم من القرية، وصرح محامو الرعاة الذين تعرضوا للعنف بأنهم سيرفعون شكوى جنائية بخصوص هذه القضية.