اقتحمت مجال الطاقات المتجددة لإنتاج الغاز الحيوي

لم يكن سهلاً على عزيزة سيد بون اقتحام مجال ذكوري، لكن إيمانها بنفسها خلق ايماناً بها من قبل محيطها وحتى على الصعيد الدولي، وباتت مرجعاً في بلادها.

زهور المشرقي   
موريتانيا
ـ عزيزة سيد بون امرأة موريتانية، قررت الدخول في عالم الأعمال منذ أربعة سنوات، وبرغم انعدام الدعم وضعف القدرة المادية إلا أنها كافحت وتمسكت بخيط أمل ضعيف في مجال كان حكراً على الذكور في أفريقيا. 
بدأت عزيزة سيد بون مشروعها الخاص في إنتاج الغاز الحيوي منذ 4 سنوات عبر الإنتاج المحلي للغاز، وقالت لوكالتنا إنه من الصعب وجود امرأة في هذا المجال "لم يكن بإمكان نساء موريتانيا الانخراط في الطاقات المتجددة لكن أصبح ذلك متاحاً اليوم".
وعن مدى مساهمة المشروع الذي تعمل عليه في المحافظة على البيئة أكدت أنها تعمل من أجل ذلك إذ تستخدم النفايات وروث الماشية لاستخراج طاقة بديلة من الطاقات المتجددة "أعمل على تدوير روث المواشي، وأقوم بتخميره ليتحول بعد ذلك بفعل الحرارة إلى غاز منزلي وأسمدة نباتية، وذلك لدعم الأسر الفقيرة وحتى المتوسطة وتخفيض الضغط عن القطاع النباتي المستخدم كمصدر للطاقة في البلاد". 
ولديها هدف آخر يتمثل في إيجاد فرص عمل للنساء والشباب، ليتمكنوا من تحقيق الاستقلال الاقتصادي، لافتةً إلى الصعوبات التي تواجه مشروعها "بداية أي مشروع صعبة لكن التحدي والتمسك بالنجاح قادران على تغيير ذهنية المرأة ودفعها لتحقيق حلمها والتأني وقبول الفشل في أول مشوارها المهني لتحصد ثماره يوماً ما".
وترى عزيزة سيد بون أن مشروعها مغامرة، خاصةً وأنه انطلق بإمكانيات بسيطة، حتى حصلت على دعم حكومي مكنها من توفير مقر لمؤسستها وتشغيل يد عاملة. 
وذكرت أنه بالرغم من تلك النظرة المجتمعية، إلا أنها كافحت من أجل إثبات نفسها وتحدي المجتمع "ايماني بنفسي خلق إيماناً دولياً بي، حيث آمنت بمشروعي مؤسسات دولية تعاقدت معي للعمل في هذا المجال على غرار الصليب الأحمر الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء".
وأضافت "لدي مؤسسة باسم مهم في السوق وأسعى لدعم الأسر الموريتانية ضعيفة الدخل عبر مشروع SB- Gaz".
وحثت النساء على الابتكار وخلق أفكار تمثلهن بعيداً عن مفاهيم المجتمع حول قدرات النساء والانخراط في مختلف المجالات لما لذلك من تأثير إيجابي على شخصياتهن وحياتهن قائلةً إن "نسبة رائدات الأعمال في موريتانيا بلغت نسبة20% وهي مهمة جداً".
وعن أهمية اليوم العالمي للمرأة، ترى أنه مناسبة للتذكير بحقوق النساء وقوتهن في الصمود أمام أهدافهن، مشيرةً إلى أن النساء هن الأكثر قياماً بكل الأدوار في المجتمع، وهي وظائف ليست من اختيارهن، وبالتالي يجب تقديرهن وإيلاء الأهمية القصوى لما تبذلنه في سبيل الأسرة وحتى المجتمع.  
ودعت إلى مساندة النساء ضد ما وصفته بـ "ماكينة العنف الأسري" وغيره من أجل سلامتهن التي ستكون السبيل في سلامة المجتمع.