إقليم كردستان... التعتيم الإعلامي على جرائم قتل النساء يضاعف أعدادها
بحسب الإحصائيات، فمنذ بداية عام 2025 وحتى بداية شهر نيسان/أبريل، قُتلت 15 امرأة في إقليم كردستان، وتوفيت خمس نساء لأسباب غامضة.

هيرو علي
السليمانية ـ ازدادت جرائم قتل النساء بحجة الشرف من قبل الرجال المقربين وأفراد الأسرة، وهي جريمة ليست بحق المرأة فقط بل بحق الإنسانية جمعاء والجيل القادم خاصة، لما تتركه من ضغط نفسي وخوف وقلق على الأسرة، كركيزة أساسية ضد تطور المجتمع.
بحسب الإحصائيات التي جمعتها وكالتنا، فإن عدد جرائم القتل منذ بداية العام الجاري كان على النحو التالي في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أقدمت طالبة تبلغ من العمر 16 عاماً من مدرسة رازي الثانوية للبنات على الانتحار باستخدام سلاح والدها.
وفي يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر، قُتلت امرأة في منطقة زريفان على يد شقيقها في هولير، وفي 15 من الشهر ذاته، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 43 عاماً من سكان حي عليسافرا في بلدة بينجوين، بوحشية وتعرضت للتشويه على يد زوجها، ثم فرت إلى شرق كردستان وألقي القبض عليها في النهاية.
كما قُتلت امرأة طعناً على يد شقيقها في هولير، في 16 كانون الأول/ديسمبر، وعُثر في 31 كانون الأول على جثة امرأة مقتولة في مدينة قريبة من حي كوردسات في السليمانية.
وعُثر في الثاني من شباط/فبراير الماضي على جثة امرأة تبلغ من العمر 24 عاماً في حي كاني كردي بمدينة السليمانية بالقرب من مسجد، وتم القبض على القاتل اليوم التالي، كما عثر في 27 شباط/فبراير، على جثة امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً مقتولة بطريقة غامضة في النهر الكبير على الجسر بين خبات وكلكة، وفي اليوم ذاته قتلت امرأة برصاصة من قبل زوجها في حادثة غامضة في بلدة بنصلاوة بهولير.
وفي 13 آذار/مارس تم العثور على جثة امرأة في النهر الكبير في قرية زنجال في عقرة، كما أطلق طبيب في هولير يدعى (س. م) النار على زوجته وشقيقتها ووالدتها في ذات اليوم، ما أدى إلى قتلهما، ثم تم اعتقاله من قبل قوات الأمن في هولير. وبعد ستة أيام أقدم (ب. ش) في قرية جريزاي بمديرية سعيد صادق، على قتل خمسة من أفراد عائلته، ثلاثة منهم نساء.
وفي 2 نيسان/أبريل، توفيت امرأة تدعى زيار محمد (25 عاماً) من ناحية سيد صادق ومقيمة في ناحية بازيان بالسليمانية، في ظروف غامضة داخل منزلها، وبعد أربع أيام قُتلت امرأة في العقد الثاني من العمر على يد زوجها، في بلدة روفيان في أكري، وفي يوم 9 نيسان تم العثور على جثة امرأة في حي السراي بحلبجة.
منذ أكثر من خمس سنوات والسلطات تخفي إحصائيات العنف ضد المرأة، وخاصة جرائم قتل النساء، لأسباب مختلفة، ينبغي وضع استراتيجيات للحد من العنف والقضاء عليه، وينبغي أن تكون المنظمات المحلية والدولية شفافة وقادرة على تقييم وضع المرأة.
"مدى استقرار الأسرة يؤثر على المرأة"
الدكتورة رقية عثمان أستاذة جامعية قالت "هناك أشكال عدة للعنف، منها ما هو جسدي كالإيذاء الجسدي، ومنها ما هو نفسي وهو الذي يؤثر سلباً على مشاعر المرأة وعقلها فيدفعها نحو أشياء أخرى.
وأضافت أنه من أسباب العنف ضد المرأة الأسرة، فالأفراد يُكررون ما تفعله الأسر في المجتمع، لذا، كلما كانت الأسرة مستقرة، قلّ العنف، وأخيراً، البيئة الأكثر تأثيراً على المرأة هي أسرتها عموماً، فهناك أسباب عديدة للعنف الأسري، منها الغيرة والشك، مما قد يؤدي إلى العنف ضد المرأة.
وأوضحت رقية عثمان أن منع تغطية جرائم قتل النساء ليس أمراً جيداً، لأن إخفاء هذه الحالات تجعل الناس يستمرون في العنف، وعندما يرى الناس قضية تُحل من خلال الإعلام، تصبح هذه نقطة في المجتمع، وإذا لم تكن معروفة، فإن الناس سيعتقدون أن ارتكاب العنف أمر طبيعي.
وعزت ارتفاع معدل جرائم قتل النساء إلى عدة عوامل، منها عدم حل قضايا المرأة أو إيجاد حل جذري للمشكلة، إلى جانب عدم تسليم المجرمين، وضعف المحاكم، والتدخل في القضايا لأنه عندما يتم الإبلاغ عن حادثة قتل في وسائل الإعلام، لا يُعرف مصير الجاني أو عقابه أو ما إذا كان سيبقى في السجن، كما أن القضية ستتعطل بسبب التدخل بها بشكل خاطئ.
وأضافت "لأننا مجتمع إسلامي، تتجاهل المحاكم قضايا المرأة دائماً ولا تعاملها كغيرها من القضايا، وهناك ثلاث سلطات في الحكومة، ويقع على عاتق مجلس الوزراء والمحاكم والبرلمان تنفيذ هذه القوانين في حالات قتل النساء".
وتطرقت رقية عثمان في ختام حديثها إلى الحلول "عند معالجة هذه الظاهرة يجب أن تبدأ المرأة بنفسها وعدم السماح لها بممارسة العنف ضدها، فالمهم هو التثقيف وتطوير ذاتها من خلال الدورات والندوات وورش العمل، كما يجب على المنظمات النسائية أن تلعب دوراً أكبر في قضايا المرأة، وعلى وسائل الإعلام أن تسلط الضوء أكثر على هذه القضايا".