انطلاق فعاليات الملتقى الدولي لمبدعات المسرح بمراكش

انطلقت فعاليات الملتقى الدولي لمبدعات المسرح في دورته الرابعة، بتكريم ثلاث مبدعات وهن الممثلة المصرية لبنى ونس والممثلتين المغربيتين فضيلة بن موسى وسناء عكرود.

رجاء خيرات

مراكش ـ بعد دورة افتراضية بسبب جائحة كورونا، عاد الملتقى الدولي لمبدعات المسرح في دورته الرابعة للاحتفاء بالإبداع المسرحي النسائي، تشخيصاً وكتابة وإخراجاً ونقداً.

نظمت فرقة "فانوراميك لفنون العرض بمراكش" بالشراكة مع مجلس جهة مراكش ـ آسفي، أمس الأربعاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر، تحت شعار "الإخراج النسائي والتمكين الإبداعي للمرأة"، الدورة الرابعة للملتقى الدولي لمبدعات المسرح الذي سيستمر حتى السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

قالت رئيسة الملتقى نزهة حيكون، إن تنظيم الدورة الرابعة لملتقى مبدعات المسرح يأتي بعد دورتين على أرض الواقع وواحدة افتراضية، حيث استطاعت فرقة "فانوراميك لفنون العرض بمراكش" أن تتجاوز حاجز الوباء والتوقف الاضطراري، بعد أن ظل أعضاؤها عُزلاً.

وأوضحت أن هذه الدورة ما كانت لترى النور دون شركاء حقيقيين قدموا ما استطاعوا وفق برامجهم وإمكاناتهم الخاصة، منهم مسؤولين منتخبين وكلية اللغة بجامعة القاضي عياض وإعلاميين ومراكز ومعاهد خاصة وغيرهم.

واعتبرت أن هذا الملتقى يأتي استجابة لتمتع مشروعية فرقة "فانوراميك لفنون العرض بمراكش" من التصور الفني للفرقة القائم على الانفتاح على التجارب الفنية المختلفة، وتوفير أجواء ثقافية مناسبة لشباب الجهة من أجل توسيع المدارك، وتبادل الخبرات، بعد ما حققته الدورات السابقة من نجاح.

وعن مكانة المرأة في مجال "أبي الفنون" أشارت إلى أن المرأة استطاعت تجاوز ما سطر لها في العمل المسرحي والاقتصار على التمثيل فقط، من خلال قدرتها على الاضطلاع والإلمام بكافة مهام العمل الفني.

ولفتت إلى أن المسرح شكل واجهة للنضال بالنسبة للمرأة، رغم أنها استبعدت منه لسنوات طويلة، إلا أنها استطاعت وبقوته المنبثقة من خصائصه الدرامية المؤثرة أن توصل صوتها النسوي من على الخشبات العالمية.

وأوضحت نزهة حيكون أن المسرح ظل قادراً على امتصاص ما عرف بحركات التحرر النسوي، واحتواء مسار البحث عن مكاسب تطوي أزمنة التمييز والتهميش.

وأشارت إلى أن المبدعين في المسرح، والمبدعات على وجه الخصوص، بحاجة إلى ما يمكن تسميته بالتصعيد الفني لأجل مجابهة التناقضات الموجودة في المجتمعات، بل تعمق لديهم الإحساس بقدرة أبي الفنون على تفكيك هذه المركزية الذكورية.

كما أكدت أنه من الضروري الإشارة في هذا الباب إلى أن الممارسة النسوية للمسرح تجاوزت مرحلة البداية، ومرت بمراحل التأصيل والتكريس، لتصل إلى ما يمكن أن نعبر عنه دون تردد بمرحلة تأسيس الخطاب الخاص بها.

وفي أجواء احتفالية تقليدية تم تكريم الممثلة المصرية لبنى ونس كعروس، حيث ارتدت القفطان المغربي ووضعت التاج على رأسها، وتم حملها على "العمارية" تحت زغاريد وهتافات الجمهور الذي حج بكثافة لحفل الافتتاح ومشاهدة العرض المسرحي الأول "أومبلاج" لفرقة "سار" من مدينة شيشاوة في المغرب.

 

 

كما تم تكريم كل من الممثلة المغربية فضيلة بن موسى والممثلة المغربية سناء عكرود التي سيعرض فيلمها السينمائي "ميوبيا" أو "قصر نظر" خلال الملتقى، والذي جسدت من خلاله محنة النساء القرويات وصورت ظروف عيشهن القاسية. 

ويحتفي الملتقى بالإبداع النسائي المتعلق بتصميم العرض المسرحي من تأليف، وإخراج، وسينوغرافيا، وغيرها من الإبداع المسرحي، بمشاركة مبدعات من مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب. 

وسيكون لعشاق أبي الفنون والمهتمين به على مدى خمسة أيام، موعد مع فقرات متنوعة تحتضنها فضاءات مختلفة بالمدينة، منها عروض مسرحية للكبار بالقاعات والشوارع، وعروض للأطفال، بالإضافة إلى "ماستر كلاص" حول تجارب إبداعية لمخرجات عربيات، وندوة هامة في موضوع "المرأة والتدبير الثقافي من مقاربة النوع إلى تنزيل الحكامة"، بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الإصدارات التي تخص الإبداع النسائي في المسرح.