انتهى الهجوم على غزة لكن من سيعيد لرهف سلمان أطرافها؟

دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، بعد ثلاثة أيام من الهجوم الإسرائيلي.

غزة ـ أعلن أمس الأحد 7 أب/أغسطس عن اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوساطة مصرية، وذلك بعد تصعيد استمر 3 أيام وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى. 

وصل وفد من المخابرات المصرية إلى إسرائيل ثم توجه لاحقاً إلى قطاع غزة من أجل التهدئة، في ظل الهجوم الإسرائيلي على القطاع والذي دخل يومه الثالث. وتتضمن التفاهمات تخفيف الحصار عن القطاع، والسماح بإدخال شاحنات وقود لمحطة الكهرباء خلال اليوم الاثنين 8 آب/أغسطس.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية من خلال بيان عن توقف الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية إثر الهجوم الإسرائيلي على القطاع المستمر لليوم الثاني خلال 72 ساعة على الأكثر، جراء توقف محطة توليد الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.   

وأشار البيان إلى أنه تم وقف العمل في العيادات الخارجية في كافة المستشفيات الحكومية، ووقف العمليات الجراحية المجدولة لإعطاء الفرصة الكاملة لإجراء العمليات الطارئة لضحايا الهجوم الأخير، وقد ارتفع عدد هؤلاء وفق ما أشارت إليه وزارة الصحة لـ 44 ضحية، بينهم 15 طفلاً و4 نساء، فيما بلغ عدد المصابين 360 جريح/ة.

ولكل جريح من 360 شخصاً قصة موجعة، خاصةً النساء والأطفال الذين انتهت ويلات الحرب على المدينة المحاصرة في حين بدأت ويلاتهم، كالطفلة رهف سلمان التي فقدت أطرافها الثلاثة خلال قيام الطائرات الإسرائيلية بغارة على أزقة مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعدة صواريخ، خلفت ورائها عشرات الضحايا لكل منهم قصته.

فرهف سلمان وعدة أطفال كانوا برفقتها لا يتجاوز أكبرهم 11 عاماً كانوا يلهون بين أزقة المخيم الضيقة لتمضية الوقت ومحاولة التغلب على القلق والتوتر الذي سببه الهجوم والحر الشديد نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر خلال ذروة صيف أب/أغسطس الحارق، ليتحولوا إلى أهداف ويصابوا بشظايا الصواريخ المتناثرة كالحمم على أجسادهم الصغيرة.

استفاقت رهف سلمان على سرير المشفى مغطاة بالدماء بعد أن فقد الأطباء الأمل من انقاذها وهي ترفع شارة النصر بيدها اليسرى وهي الطرف الوحيد المتبقي لديها، مبتورة القدمان واليد اليمنى لا تعلم مصيرها بعد، ليبقى السؤال المطروح من سيعيد لطفلة التسعة أعوام أطرافها وكيف ستستطيع المواصلة؟