أمميات: أهالي مخمور يطبقون نظام بديل عن النظام السلطوي الرأسمالي

أكدت شابات أمميات خلال زيارتهن لمخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور، أن النظام الذي تطبقه إدارة المخيم بديل عن نظام الحداثة الرأسمالية.

برجين كارا

مخمور ـ قام وفد من الشباب/ات الأمميين من إيطاليا واليونان وألمانيا وفرنسا وكاتالونيا بزيارة جميع المؤسسات النسائية والشبابية في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور، في الرابع عشر من آب/أغسطس الفائت.

تابع الوفد خلال زياراته للمؤسسات عمل وتنظيم النساء والشباب/ات في المخيم. كان الهدف من زيارتهم للمخيم هو التعرف على عمل النساء والشباب، والتنشئة الاجتماعية هناك، والتعرف على نموذج الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان، والمعايير والأخلاق التي يتم غرسها في المجتمع.

 

"يسيرون نحو المساواة والعدالة"

أوضحت كارلا كاميلا التي جاءت من إيطاليا ضمن الوفد الأممي أنها كانت تدرك أن أهالي مخيم مخمور ينظمون أنفسهم بطريقة مختلفة "بعد زيارتي للمخيم أدركت أنه يتم العمل بنظام بديل عن النظام السلطوي الرأسمالي".

وركزت على المعايير الأخلاقية التي تم إرساءها في المجتمع "أكثر الأشياء التي أذهلتني هي أن الجميع هنا يتصرفون وفق المعايير المبنية على الأخلاق. على سبيل المثال، سواء كانوا أعضاء في لجنة التعليم أو في لجنة الصحة، عليهم جميعاً اتباع ذات المعايير، هذا المسار هو طريق المساواة والعدالة".

وأشارت كارلا كاميلا إلى أن جميع دول العالم تصم آذانها عما يحدث في مخيم مخمور "أنا متأكدة أن الحكومة العراقية والأمم المتحدة تتجاهلان قضية مخيم مخمور هناك وضع يصعب حله للغاية. برأيي أن العالم يلتزم الصمت، لأنه لا أحد يريد نشر ما يحدث هنا، أو إعلانه للعالم. إن أهالي هذا المخيم يعيشون في حالة اللجوء منذ سنوات ويتعرضون للقمع، لكنهم يقاومون وصامدون. كان يجب على الحكومة العراقية والأمم المتحدة تقديم المساعدة، لكنهم تركوهم لوحدهم، وعلى الرغم من ذلك تمكن سكان المخيم من الصمود والنضال. يمكنهم مواصلة حياتهم وحل جميع مشاكلهم بأنفسهم كما هو الحال الآن".

وبينت أنه يتم القيام بعمل قيم للغاية في مجال حرية المرأة في المخيم "يجب أن تتاح لجميع الشابات في العالم الفرصة، يوجد في المخيم بالفعل تقدم وتطور في مجال تحرير المرأة ضد النظام الأبوي والرجل المهيمن. آمل أن تتاح لكل امرأة في المستقبل الفرصة للقاء هؤلاء النساء والعمل معاً والتمتع بالحرية معاً".

 

"هناك روح جماعية كبيرة في مخيم مخمور"

من جانبها قالت مارا ماير التي زارت مخيم مخمور مع الوفد الألماني "عندما تعرفت على الأيديولوجيا التي رسخت في المخيم أردت أن أرى كيف تشكلت، وكيف تم بناء المجتمع، وكيف يعيش الأهالي معاً ويطبقون نموذج الأمة الديمقراطية على أرض الواقع. لقد تساءلت حقاً عن نوع النظام وما هو الاختلاف فيه. أعتقد أن هناك روح جماعية عظيمة. أردت حقاً أن أرى دور المرأة في المجتمع، وكشابة أردت أن أرى كيف ينظم شباب المخيم أنفسهم. ماذا يفعلون ويناقشون ويحلمون وما هي الأهداف التي وضعوها أمام أنفسهم للتغلب على الحداثة الرأسمالية؟".

وعن الأشياء التي أثرت فيها تقول "كانت هناك أشياء كثيرة أثرت فيّ وجعلتني أقيمها، لقد كان لعمل وأنشطة النساء تأثير كبير عليّ. هناك أعمال وأنشطة ثقافية وفنية، أدركت مدى أهميتة الروح والهوية الجماعية لبناء المجتمع. وبغض النظر عن هذا تأثرت كثيراً بالشباب/ات الذين يعيشون معاً بروح حرة وبطاقاتهم وانفتاحهم على العالم. وأيضاً الهوية السياسية الموجودة لها تحليل عميق جداً".

وقالت في ختام حديثها "علينا جميعاً أن ننظر إلى مخيم مخمور وندرك ما يريد أهاليها أن يظهروه لنا. يجب أن نتعلم كيف يمثل مخمور نظاماً بديلاً ضد الحداثة الرأسمالية، ونستفيد منه من أجل القضاء على نظام الحداثة الرأسمالية والانتقام من النظام الأبوي".