عاملات مخمور: الأول من أيار ثمرة نضال العمال والعاملات

أكدت العاملات في مخيم رستم جودي للاجئين (مخمور) على أن الأول من أيار/مايو يشكل أهمية ومعنى خاص لدى النساء كونه يصادف يوم العمال العالمي، مشددات على أن الناس يحددون وجودهم من خلال عملهم.

برجين كارا

مخمور -الأول من أيار/مايو هو يوم مقاومة العمال والعاملات في العالم ضد الحداثة الرأسمالية. إنه يوم الوحدة والتضامن بين العمال والشعب المضطهد.

في الأول من مايو عام 1886، بدأ العمال، تحت قيادة اتحاد نقابات العمال الأمريكية، إضراباً ضد جدول العمل المكون من 6 أيام في الأسبوع، مطالبين بثماني ساعات عمل فقط. وشارك نصف مليون عامل/ـة في الاحتجاجات في شيكاغو. وفي الأممية الثانية، التي انعقدت في الفترة من 14 إلى 21 تموز/يوليو 1889، وبناء على اقتراح ممثل العمال الفرنسيين، تقرر الاحتفال بالأول من أيار/مايو في جميع أنحاء العالم باعتباره "يوم الوحدة والنضال والتضامن".

يتوافد ملايين العمال والعاملات في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع والميادين للاحتفال بالأول من أيار/مايو، يوم العمال العالمي. في هذا اليوم يطالب عمال العالم ونقاباتهم بتحسين ظروف عملهم ويطالبون أيضاً بزيادة الأجور.

وحول أهمية يوم العمال العالمي تقول شريفة كارا وهي معلمة للصفوف الابتدائية، أن هذا اليوم تحقق من خلال نضال العمال والعاملات "في الأول من أيار عام 1886، بدأ في أمريكا العمال بالإضراب من أجل تقليل ساعات العمل، وانتشر هذا النشاط مع مرور الوقت، وخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتحول هذا العمل إلى تمرد أسود. بدأ السود في التمرد ضد العنصريين في أمريكا. وأخيراً في عام 1989 في فرنسا، أعلن ممثل العمال الفرنسيين الأول من أيار يوم العمال العالمي".

 

"العمال يخسرون مستقبلهم"

ولفتت شريفة كارا إلى انتهاكات حقوق العمال "إذا نظرنا إلى تركيا اليوم، فسنرى أن حقوق الإنسان لا تزال تُنتهك. ولا يزال العمال يعيشون تحت الأنقاض، وتحدث لهم كوارث كبيرة ولا توجد معلومات عن أي منهم. في إيران، يُقتل كل يوم عامل فحم أو يُشنق موظف يطالب بحقوقه. في الحرب الدائرة في كردستان، الدبابات والمدافع التي يتم شراؤها، جميع الفواتير يدفعها العمال والموظفون الأتراك. مآسي هؤلاء العمال التي تحدث في شمال كردستان لا تفقدهم أطفالهم فحسب، بل تفقدهم مستقبلهم أيضاً".

 

"العاملات تشاركن في النضال"

وعن عدم وجود حقوق لصالح المرأة في العمل توضح "المرأة هي الأكثر اضطهاداً في المجتمع. على سبيل المثال، عندما يذهب العامل إلى العمل، فإنه يعمل لصالح الرأسمالية هناك. بغض النظر عن مقدار الضغط الذي يتم وضعه على هذا العامل، فإنه لا يستطيع إظهار رد فعل. إنه يظهر رد الفعل الذي لم يظهره ضد أصحاب السلطة، ضد النساء. ولهذا السبب تقاتل النساء مرتين. سواء في الداخل أو في الخارج، المرأة مضطهدة، ونادراً ما يتم رؤيتها في العمل، في المجتمع وخارج المجتمع، أي أن كل امرأة تكافح ضعف ما يكافحه الرجل".

 

"الأشخاص أنفسهم هم عمال هذه الحياة"

فيما قالت نودم يمان، التي تعمل من أجل تحقيق استقلالها الاقتصادي عن أهمية العمل "إنها نعمة أن يحقق الإنسان شيئاً بيده وقوته، وعلى الجميع أن يساهموا بطريقتهم، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية. كمجتمع كردي، نحن نعمل بجد للغاية. لدينا عمل شاق في جميع جوانب الحياة. لكن عندما ننظر إلى الوضع العام للشعب الكردي، نجده يواجه الظلم. يتم ذلك دائماً بشكل غير عادل من قبل النظام المهيمن والقطاعات التي يعملون فيها. لقد تم وصف الطبقة العاملة دائماً بأنها الطبقة المضطهدة. إذا رأى المرء حقيقة الحياة فإن أقدس عمل هو عمل العمال، أما العقلية التي تستقر عليها الأنظمة فإن الشخص الذي يعمل ينظر إليه على أنه عبد. في الواقع، لا يوجد شيء من هذا القبيل. الأشخاص معروفون بعملهم. كلما عملت أكثر، كلما تقدمت وحصلت على التقدير. أي أن الأشخاص أنفسهم هم عمال هذه الحياة. لأننا نعمل دائماً من أجل هذه الحياة".

 

"النظام الحاكم يريد إبعاد المرأة عن العمل والاقتصاد"

وذكرت نودم يمان أن الظلم الأكبر يقع على المرأة في مجال العمل "معظم من يعمل هم من النساء، لكن الرجال لا يعطون المرأة نفس الحقوق التي يمنحونها، بإمكانهن العمل والعمل أكثر من الرجال، لكن تحصلن على أجور غير عادلة. أي أن حقهن لا يساوي حق الرجل. عندما ننظر إلى البداية، فإن أول الأشخاص الذين عملوا وأصبحوا عمالاً كانوا من النساء. أي أن الأمر كان كذلك في المجتمع الطبيعي. منذ بداية العبودية، تم النظر إلى المرأة بشكل مختلف، أي أنه تم التخطيط من أجل إبعاد المرأة عن العمل والاقتصاد. إنهم يمارسون التمييز دائماً ضد المرأة من أجل فرض المزيد من السلطة على النساء وأجسادهن وعقولهن".

 

"المرأة مقاومة في كل لحظة من الحياة"

وأشارت إلى أن المرأة الآن تكافح من أجل عملها في كل مجالات الحياة، "لقد حدثت بعض التغييرات العقلية، والآن يمكن للمرأة أن تدعم نفسها بعملها. ليس فقط في الجانب الحياتي، ولكن أيضاً في الجانب الاقتصادي، أدركت المرأة الآن قوتها. ولهذا السبب نرى أن المرأة تأخذ مكانها في كل قطاع. وعلى الرغم من هذه الاعتداءات الكثيرة، إلا أن النساء تقاومن في كل اتجاه. أنا نفسي عاملة مجتهدة وأريد أن أكسب أكبر قدر ممكن من خلال عملي ومنتجاتي، سواء بالنسبة لاقتصادي أو لمجتمعي"، داعيةً جميع النساء للوقوف في صفهن وعدم السكوت على الظلم الذي تعرضن له.