عام على الحراك الشعبي والنساء مستمرات بالانتفاض
يواصل أهالي مدينة السويداء بإصرار حراكهم الشعبي، رغم محاولات الأجهزة الأمنية وحكومة دمشق احتوائه، سواء بالتجاهل أو بالتشديد الأمني وملاحقة المشاركين بالاحتجاجات.
روشيل جونيور
السويداء ـ رغم الضغوطات ومحاولات القمع، احتفل أهالي مدينة السويداء السورية، بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي السلمي المطالب بالانتقال السلمي للسلطة، وتطبيق القرارات الدولية، والإفراج عن المعتقلين، وتوفير حياة كريمة للسوريين.
في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي في مدينة السويداء السورية، تجمع المئات من الأهالي أمس الجمعة 16 آب/أغسطس، في ساحة السير التي أطلقوا عليها قبل عام اسم ساحة "الكرامة"، لتتحول إلى مركز للاحتجاج، وارتدت النساء أزيائهن الشعبية وحاملات أغصان الزيتون ولافتات تؤكد على استمرارية الحراك.
وعلى هامش الاحتجاج قالت مها أبو منذر "مشاركتي بالحراك الذي بدأ منذ عام، جاءت للمساهمة في تكوين تمرد ضد الحكومة، في مرحلة كان فيها أهالي السويداء قد وصلوا إلى مرحلة الجوع، لينطلق الحراك بمشاركة النساء والرجال والأطفال وكبار السن".
وأضافت "خلال عام من الاحتجاجات استطعنا رفع صوتنا والمطالبة بحقوقنا، ورغم محاولات القمع وقفت النساء معاً دون خوف أو تراجع".
من جانبها قالت مواهب سالم أن هذا اليوم يعني لهن الكثير "لقد غير الحراك على مدى عام من شخصياتنا وكان صوت القهر والظلم والاستبداد الذي عانينا منه لسنوات طويلة"، مشيرةً إلى أنهم لم يتوانوا يوماً عن الوقوف في ساحة الكرامة منذ اليوم الأول للحراك، إننا نسعى للحصول على حقوقنا".
بدورها قالت لبنى صياغة "تصدر حراك السويداء مواقع الأخبار على أنه أطول حراك سلمي، بمشاركة نساء عانين ألم فقدان أبنائهن".
وأشارت باسمة العقباني إلى إن "انتفاضة السويداء كسرت حاجز الخوف، وتميزت بمشاركة النسائية الكبيرة فيها، يتطلع حراكنا الشعبي إلى توسيع رقعته والوصول إلى كافة المناطق، ويصل صوتنا إلى المنابر الدولية".
والجدير بالذكر أن أهالي السويداء قد خرجوا في الاحتجاجات في السابع عشر من آب/أغسطس 2023، بعد ارتفاع حاد مفاجئ لأسعار المحروقات الأمر الذي فاقم معاناة الأهالي، وتزامنت الاحتجاجات مع إضراب بسبب فقدان المواد الأساسية وارتفاع معدلات التضخم.
ولاقت الاحتجاجات التي لعبت النساء فيها دوراً أساسياً بتعزيز المطالب المنادية بالحرية والعدالة ولها الدور الأكبر في استمرارية الحراك عاماً كاملاً بسلمية، تضامناً في ريف حلب ودير الزور والرقة ودرعا، وبالرغم من أنه مضي عام لم يتمكن الحراك من تحقيق التغيير السياسي المنشود أو حتى تحقيق مكاسب الشعب المتمثلة بلقمة العيش.
وتطورت المطالب من تحسين الواقع المعيشي والخدمي إلى انتقال سلمي للسلطة، وتنفيذ القرارات الدولية، والإفراج عن المعتقلين، وحددوا موعداً يومياً وأسبوعياً للخروج والتعبير عن مطالبهم.