اليونيسف تحذر من ارتفاع وفيات الأطفال الذين يعانون من الهزال بسبب سوء التغذية

أوضحت اليونيسف أن مجموعة من الصدمات العالمية التي تواجه الأمن الغذائي، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، ومعاناة الاقتصادات في سبيل التعافي من كورونا، وظروف الجفاف المستمرة، تهيئ الظروف لزيادة كبيرة في المستويات العالمية للهزال الشديد للأطفال.

مركز الأخبار ـ حذرت منظمة اليونيسف من أن العالم يتحول بسرعة إلى قنبلة فيما يتعلق بوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها والأطفال الذين يعانون من الهزال.

أصدرت منظمة اليونيسف، أمس الثلاثاء 17أيار/مايو، تقريراً جديداً أشارت فيه إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد كان مرتفعاً حتى قبل أن تهدد الحرب في أوكرانيا بإغراق العالم في أزمة غذاء عالمية متصاعدة.  

وأوضحت المنظمة من خلال التقرير أنه على الرغم من ارتفاع مستويات الهزال الشديد لدى الأطفال وارتفاع تكاليف العلاج المنقذ للحياة، فإن التمويل العالمي لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من الهزال معرض أيضاً للخطر.

وحذرت اليونيسف من أن مجموعة من الصدمات العالمية التي تواجه الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، ومعاناة الاقتصادات في سبيل التعافي من كورونا، وظروف الجفاف المستمرة في بعض البلدان بسبب تغير المناخ، وتهيئ الظروف لزيادة كبيرة في المستويات العالمية للهزال الشديد.  

وأوضح التقرير بأن الصدمات المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك الجفاف الدوري الشديد وعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي تساهم في زيادة أعداد الأطفال المصابين بالهزال الشديد.

ويحذر التقرير من أن المساعدة المقدمة لبرامج علاج الهزال لا تزال منخفضة بشكل مؤسف ومن المتوقع أن تنخفض بشكل حاد في السنوات المقبلة، مع وجود أمل ضئيل في التعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل عام 2028.

وفي سبيل الوصول إلى كل طفل بالعلاج المنقذ للحياة من الهزال الشديد، تدعو اليونيسف إلى أن "تزيد الحكومات من المساعدات المعنية بالهزال بنسبة 59 في المائة على الأقل فوق مستويات المساعدة الإنمائية الرسمية لعام 2019 للمساعدة في الوصول إلى جميع الأطفال الذين يحتاجون إلى العلاج في 23 دولة تعاني بشدة من تداعيات هذا المرض. كما يتعين على البلدان إدراج علاج هزال الأطفال في إطار خطط التمويل الصحي والتنمية طويلة الأجل بحيث يمكن لجميع الأطفال الاستفادة من برامج العلاج، وليس فقط بالنسبة لأولئك الموجودين في حالات الأزمات الإنسانية".

كما دعت اليونيسف إلى "التأكد من أن المبالغ المرصودة في الميزانية للتصدي لأزمة الجوع العالمية تتضمن مخصصات محددة للتدخلات الغذائية العلاجية لتلبية الاحتياجات الفورية للأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد. ويتعين على الجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني إعطاء الأولوية لتمويل البرامج المعنية بالهزال لضمان نظام بيئي متنوع ومتزايد وصحي لدعم المانحين".

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل "حتى قبل الضغوط التي فرضتها الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي، في جميع أنحاء العالم، كانت النزاعات والصدمات المناخية وكوفيد-19 تلقي بتبعات كارثية على قدرة الأسر على إطعام أطفالها".

في جميع أنحاء العالم، يعاني ما لا يقل عن 13.6 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال الشديد، مما يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل 5 حالات وفاة بين هذه الفئة العمرية.