اليونيسف: سيستغرق العالم أكثر من 300 عام للقضاء على ظاهرة زواج القاصرات

حذرت منظمة اليونيسف من تباطؤ تراجع معدلات زواج القاصرات حول العالم، مؤكدة على أنه رغم القوانين إلا أن الظاهرة واسعة الانتشار.

مركز الأخبار ـ أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أنه على الرغم من التراجع المستمر في معدلات زواج القاصرات خلال العقد الماضي، إلا أن الأزمات المتعددة تهدد بتراجع المكتسبات.

قالت منظمة اليونيسف في تقرير لها نشر اليوم الأربعاء 3 أيار/مايو، أن معدلات زواج القاصرات واصلت التراجع في العقد الأخير في العالم لكن بنسبة ضئيلة مقارنة بالسنوات السابقة، محذرة من أن العالم سيستغرق أكثر من 300 عام للقضاء على هذه الظاهرة إن بقيت الأمور على وضعها الحالي.

وأوضحت المنظمة في تقريرها على أنه رغم التراجع المستمر في معدلات زواج القاصرات في الآونة الأخيرة، إلا أن الأزمات المتعددة من حروب ونزاعات وتأثيرات مناخية، تهدد بتراجع المكتسبات التي اعتبرتها أنها تحققت بشق الأنفس، مشيرةً إلى أنه لتحقيق هدف التنمية المستدامة بإنهاء زواج القاصرات بحلول عام 2030، يجب أن تتراجع معدلات الظاهرة عالمياً أسرع بـ 20 مرة.

وأشارت المعدة الأساسية للتقرير كلوديا كابا "لقد أحرزنا بلا شك تقدماً على صعيد التخلي عن ممارسات زواج القاصرات خصوصاً في العقد الماضي لكن هذا التقدم ليس كافياً".

ولفتت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إلى أن "العالم غارق في الأزمات التي تحبط آمال الأطفال المستضعفين وأحلامهم لاسيما الفتيات اللواتي يجب أن تكن طالبات على مقاعد الدراسة تحقق أحلامهن لا أن تكن عرائس"، مشددةً على أنه يجب "علينا السعي جاهداً لضمان حقوق القاصرات بالتعليم وحياة كريمة".

وأوضحت أن "الأزمات الصحية والاقتصادية، وتصاعد النزاعات المسلحة، والتأثيرات المدمرة لتغير المناخ، تجبر الأسر على السعي إلى ملاذ زائف من خلال زواج الأطفال، نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لضمان حقوقهن في التعليم وتمكينهن في الحياة".

وبحسب التقرير فإن 640 مليون فتاة وامرأة تعشن اليوم، تزوجن أثناء طفولتهن، بمقدار 12 مليون فتاة سنوياً، لافتاً إلى أن نسبة الفتيات اللواتي تزوجن في مرحلة الطفولة تراجعت من 21% إلى 19%، منذ إصدار آخر تقديرات لها قبل خمسة سنوات.

وحذر التقرير من أن منطقة جنوب أفريقيا هي ثاني أكبر حصة من المجموع العالمي لزواج القاصرات بنسبة 20% وتحتاج لأكثر من 200 عام للقضاء على هذه الظاهرة بحسب المعدل الحالي للتقدم، وتتقدم على نفس المسار منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية بتسجيلها ثاني أعلى معدل إقليمي في العالم بحلول عام 2030 وفقاً للتقرير.

وحذرت منظمة اليونيسف من أن القاصرات اللواتي تزوجن بمرحلة الطفولة تواجهن تبعات مباشرة وأخرى تمتد مدى الحياة، ومن الأفضل بقائهن في المدارس وممارسة حقهن في التعليم، مؤكداً على أن لذلك مخاطر على صحتهن كما أن الحمل يزيد من خطر المضاعفات الصحية والوفيات بين الأطفال والأمهات.