اليونيسف: حوالي سبع ملايين طفل محرومون من التعليم في أوكرانيا

أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى مواجهة الأطفال للعديد من الصعوبات في تعليمهم بعد انخفاض قدراتهم في الكثير من المهارات التعليمية.

مركز الأخبار ـ تسببت الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ حوالي عام ونصف، في حرمان حوالي سبع ملايين طفل من حقهم في التعليم داخل وخارج البلاد.

حذرت منظمة اليونيسف اليوم الثلاثاء 29 آب/أغسطس من أن الهجمات المستمرة على التعليم داخل أوكرانيا وانخفاض مستوى الالتحاق بالمدارس في البلدان المضيفة، قد ترك 6.7 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الثالثة  والثامنة عشر من دون تعليم.

وكشفت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى ريجينا دي دومينيسيس، أن الأطفال في أوكرانيا تظهر عليهم علامات الحرمان من التعلم، بما في ذلك تدهور نتائج تعلم اللغة الأوكرانية والقراءة والرياضيات.

وأشارت إلى أن الحرب وجائحة كورونا التي سبقتها تركتا الأطفال يواجهون أربع سنوات من دون تعليم، مضيفةً أن الهجمات على المدارس داخل أوكرانيا "استمرت بلا هوادة" ما أدى إلى حرمان الأطفال من مساحات آمنة للتعلم.

وأضافت أن الحرب لم تترك الأطفال في أوكرانيا يكافحون من أجل التقدم في تعليمهم فحسب، بل إنهم يكافحون أيضاً للاحتفاظ بما تعلموه عندما كانوا يذهبون إلى مدارسهم.

وقالت اليونيسف أنه وفقاً للبيانات الأخيرة فإن قرابة 57% من المعلمين قد ابلغوا عن تدهور في قدرات الطلاب خاصةً في اللغة الأوكرانية، كما أبلغ نحو 45% من المعلمين عن انخفاض مهارات الأطفال في الرياضيات، وأبلغ 25% من المعلمين أن هناك انخفاضاً في قدرات اللغة الأجنبية.

ولفتت إلى أن أحدث البيانات تفيد بأن ثلث الأطفال في سن التعليم الابتدائي والثانوي المسجلين في المدارس في أوكرانيا يتعلمون عبر الحضور الشخصي، فيما يتعلم ثلث الطلاب المسجلين من خلال نهج مختلط بين الحضور الشخصي والإنترنت، ويتعلم الثلث الآخر بشكل كامل عبر الإنترنت.

وكشفت اليونيسف إنه يمكن للتعلم عبر الإنترنت أن يكمل التعلم الشخصي ويوفر حلاً قصير المدى، لكنه لا يمكن أن يحل محل الحضور الشخصي للطلاب، والذي يعتبر بالغ الأهمية للتنمية الاجتماعية والتعلم التأسيسي بين الأطفال.

وأفادت أنه بالنسبة لأطفال أوكرانيا اللاجئين فإن هذا الوقت هو بداية لعام دراسي غير واضح حتى الآن، حيث إن أكثر من نصف الأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى سن المدرسة الثانوية غير مسجلين في أنظمة التعليم الوطنية في سبعة بلدان تستضيف اللاجئين، مضيفةً أن حواجز اللغة وصعوبة الالتحاق بالمدارس فضلاً عن أنظمة التعليم المنهكة تعد من أهم أسباب انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس.

ولفتت المنظمة إلى أن الأطفال اللاجئين غير المسجلين في المدارس المحلية يحاولون الدراسة عن بعد، إما عبر المنهاج الأوكراني أو من خلال منصات التعلم عن بعد الأخرى، مضيفةً أن بعض الأطفال اللاجئين ربما تركوا التعليم.

وذكرت اليونيسف إنها تعمل مع الحكومات والشركاء في أوكرانيا والبلدان التي تستضيف الأطفال والأسر اللاجئين للمساعدة في زيادة الوصول إلى التعلم الجيد، لافتةً إلى أن هذه المساعدة تشمل دعم دمج الأطفال في أنظمة التعليم الوطنية وتوفير مسارات تعليمية متعددة للأطفال غير المسجلين حالياً وهذا يعني تزويد المعلمين وموظفي المدارس بالمهارات اللازمة لدمج جميع الأطفال الضعفاء في الفصول الدراسية، وتوفير دروس اللغة والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، حيث تعمل اليونيسف مع السلطات الأوكرانية على دعم تعافي التعلم ومواءمته مع المعايير الإقليمية لإزالة العوائق التي تعترض التعليم.