اليونيسف: الحرب والعنف في سوريا دمرتا حياة الأطفال
دمرت الحرب في سوريا حياة الأطفال، حيث عانى السكان من أوضاع إنسانية مأساوية طيلة سنوات حياتهم، وفقاً لليونيسف، التي أكدت أن الأطفال في سوريا بحاجة إلى العمل بشكل عاجل لضمان تمكنهم من استعادة طفولتهم.

مركز الأخبار ـ حرمت الحرب التي استمرت لسنوات أطفال سوريا من جميع حقوقهم كالتعليم وعيش حياة خالية من العنف والخوف في ظل التهجير والعنف والدمار الذي عاشوه.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أمس الثلاثاء 25 آذار/مارس، إن الحرب والعنف في سوريا دمرتا حياة الأطفال، حيث عانى السكان من أوضاع إنسانية مأساوية طيلة سنوات حياتهم، مؤكدةً أنهم بحاجة إلى العمل بشكل عاجل لضمان أن يتمكن كل طفل في سوريا أينما كان من استعادة طفولته والوصول إلى التعليم وعيش حياة خالية من العنف والخوف.
وأشارت التقارير إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية الأخيرة في المناطق الساحلية من سوريا، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 طفل بينهم رضيع بعمر 6 أشهر، إضافة إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، كما هجرت آلاف الأسر نتيجة للعنف.
وقدرت اليونيسف أن أكثر من 75% من الأطفال في سوريا البالغ عددهم 10.5 مليون طفل قد ولدوا خلال الحرب، وعاشوا طفولتهم بأكملها في ظل التهجير والعنف والدمار نتيجة الحرب التي استمرت لـ 14 عام.
ووفقاً لليونيسف يعيش 9 من كل 10 أشخاص تحت خط الفقر والعديد من الأسر نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر، دفعت الأطفال إلى العمالة وتزويج القاصرات، الأمر الذي يدل على أن الحالة الإنسانية العامة للأطفال في عموم أنحاء سوريا تبقى مروّعة.
وقالت اليونيسف، أن خمسة ملايين طفل على الأقل لا يزالون معرضين لخطر مخلفات الحرب التي لم تنفجر بعد بسبب وجود قرابة 300 ألف من البقايا القابلة للانفجار في جميع أنحاء البلاد، مشيرةً إلى أن أكثر من 40% من أصل 20 ألف مدرسة في البلاد لا تزال مغلقة مما يترك أكثر من 2.4 مليون طفل خارج الفصول الدراسية وأكثر من مليون في خطر ترك الدراسة، كما يعاني أكثر من 500 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية المهدد للحياة، وهناك مليونا طفل آخرون على حافة سوء التغذية.
وتبقى القدرة التشغيلية لتوفير المياه النظيفة عبر 14 مدينة في البلاد دون 50 بالمئة، وتنخفض إلى 23 بالمئة عندما لا تتوفر الكهرباء، كما يتم تصريف 70 بالمئة من مجمل مياه الصرف الصحي في البيئة دون أي معالجة، ويجتمع هذان العاملان ليصنعا مزيجاً خطيراً على الأطفال.
ودعت اليونيسف إلى تبني نهج يركز على الأطفال في عملية التعافي وإعادة الإعمار، بعد سنوات من الحرب، مؤكدةً أنه يجب أن تكون حقوق وعافية الأطفال في صميم جهود إعادة البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مطالبة بضرورة حماية الأطفال بشكل فوري وتوفير الخدمات الأساسية، بما فيها المدارس والمستشفيات والبنى التحتية للمياه، وضمان أن يحصل كل طفل على تعليم آمن وجيد وشامل للجميع، وتوسيع الوصول الإنساني لتقديم الدعم المنقذ لحياة الأطفال المحتاجين.