اليونسيف: أزمة الغذاء العالمية تؤدي لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال

أزمة الجوع العالمية تدفع طفلاً كل دقيقة في 15 دولة منكوبة بالأزمات نحو براثن سوء التغذية الحاد

مركز الأخبارـ مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء الحرب في أوكرانيا، والجفاف المستمر بسبب تغير المناخ في بعض البلدان إلى جانب الأثار الاقتصادية المستمرة لـ كورونا حذرت اليونيسف من أن ما يقرب من 8 ملايين طفل دون سن الخامسة في 15 دولة منكوبة بالأزمات معرضون لخطر الموت من الهزال الحاد.

في بيان أصدرته أمس الخميس 23حزيران/يونيو، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف إن "أزمة الغذاء العالمية المتصاعدة منذ بداية العام، أجبرت 260 ألف طفل إضافي، أي طفل كل 60 ثانية، على معاناة من الهزال الشديد في 15 دولة تتحمل وطأة الأزمة الغذائية، بما في ذلك في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل الأوسط. يضاف هذا الارتفاع في حالات الهزال الشديد إلى المستويات الحالية لنقص تغذية الأطفال التي حذرت اليونيسف الشهر الماضي من أنها ترقى إلى مستوى "برميل بارود افتراضي".

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل "نشهد الآن بدء اشتعال برميل بارود المستويات القصوى من هزال الأطفال"، مشددة على أن "المعونة الغذائية أمر بالغ الأهمية، ولكن لا يمكننا إنقاذ الأطفال الجائعين بأكياس من القمح. نحن بحاجة للوصول إلى هؤلاء الأطفال الآن بالعلاج قبل فوات الأوان".

وقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إضافةً إلى الجفاف المستمر بسبب تغير المناخ في بعض البلدان، إلى جانب الصراعات في بعض الأماكن، والأثار الاقتصادية المستمرة لـجائحة كوفيد-19، وجميعها تعمل على انعدام الأمن الغذائي للأطفال في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى مستويات كارثية لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة.

وعلى ذلك أكدت اليونيسف ببيانها على أنها "تكثف جهودها في الدول الخمس عشرة الأكثر تضرراً، بما في ذلك أفغانستان وبوركينا فاسو وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي وكينيا ومدغشقر ومالي والنيجر ونيجيريا والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن".

وقدرت اليونيسف أن "40 مليون طفل على الأقل في هذه الدول يعانون من انعدام الأمن التغذوي الشديد، أي أنهم لا يتلقون الحد الأدنى من النظام الغذائي المتنوع الذي يحتاجون إليه للنمو في مرحلة الطفولة. علاوة على ذلك، يعاني 21 مليون طفل من انعدام الأمن الغذائي، مما يعرضهم لخطر الهزال الشديد".

موضحةً أن "الهزال الشديد الذي يحدث عندما يكون الأطفال نحفاء للغاية بالنسبة لطولهم هو الشكل الأكثر وضوحاً لنقص التغذية. ويزيد ضعف أجهزة المناعة من خطر الوفاة بين هؤلاء الأطفال بنسبة تصل إلى 11 مرة مقارنة بالأطفال الذين يتغذون جيداً".

كما أكدت ارتفاع أسعار الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام لعلاج الهزال الشديد بنسبة 16 بالمئة في الأسابيع الماضية بسبب الارتفاع الحاد في تكلفة المكونات الخام، مما يمنع 600 ألف طفل إضافي من الحصول على العلاج المنقذ للحياة وعدم تعرضهم لخطر الموت.

وناشدت اليونيسف لتوفير 1.2 مليار دولار أمريكي لتقديم خدمات التغذية الأساسية والرعاية لتجنب احتمال وفاة ملايين الأطفال. ويشمل ذلك برامج الوقاية لحماية تغذية الأم والطفل بين النساء الحوامل وصغار الأطفال، وبرامج الكشف المبكر والعلاج للأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد، وشراء وتوزيع الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام.

كما تنوي اليونيسف أيضاً استخدام الأموال لتحديد أولويات الوقاية من الهزال الشديد ومعالجته في جميع خطط الاستجابة للأزمات الغذائية على أن تشمل مخصصات الميزانية تدخلات تغذوية وقائية وكذلك الأغذية العلاجية لتلبية الاحتياجات الفورية للأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف "من الصعب وصف ما يعنيه أن يكون طفل شديد الهزال، ولكن عندما تقابلوا طفلاً يعاني من هذا النوع من سوء التغذية الأكثر فتكاً، فإنكم ستفهمون ولن تنسوه أبداً. أمام زعماء العالم المجتمعين في ألمانيا لحضور الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع فرصة صغيرة للعمل من أجل إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال. لا مجال لتضييع الوقت. انتظار إعلان المجاعة يعني انتظار موت الأطفال."