الوقفات الاحتجاجية في السويداء مستمرة حتى تحقيق المطالب
النساء المشاركات في الحراك الشعبي الذي دخل شهره الثالث في مدينة السويداء السورية تؤكدن أن المرأة عانت الأمرين في ظل الأزمة السورية دون محاولة المسؤولين وضع حد لمعاناتها.
روشيل جونيور
السويداء ـ مواصلة النساء اللواتي تعدن أكثر الفئات تضرراً؛ الخروج في الحراك الشعبي في مدينة السويداء السورية دليل واضح على إصرارهن لنيل حريتهن ووضع حد للتهميش الذي طال دورهن في المجتمع.
خرجت النساء في مدينة السويداء السورية إلى الساحات في الشهر الثالث على التوالي وضمن مظاهرة صباحية ومسائية، ونظمن أنفسهن ضمن مجموعات سياسية كهيئات وكتل ومنها نقابات كنقابة المهندسين ونقابة المعلمين، حيث نظم أهالي بلدة الكفر وقفة مسائية للمطالبة بالحرية وبناء دولة مستقلة يسودها القانون والنظام والأمان لشعبها وكان للنساء دو كبير في هذه الوقفة.
وعلى هامشها أكدت خيزران أبو جهجاه على أن "ما دفعني للخروج إلى الساحة والمناداة بالحرية وإسقاط النظام هو أن النساء أكثر تضرراً من غيرهن من هذا الوضع وما فاقمه سوءاً هو هجرة أبنائهن أو قتلهم في الحرب التي دامت لأكثر من 12 عاماً دون وضع حل لها، نطالب ببلادٍ خالية من الفساد والمفسدين حتى يستطيع أطفالنا العيش فيها".
وأضافت "لقد أصبحت أتمنى أن يقال في بلاد الخارج المواطن السوري بدل اللاجئ السوري، لقد حرمتنا الحكومة كل شيء ودمرت مستقبلنا، سوريا أمانة وسلمت لحكومة دمشق ولم تصونها وحماية الأقليات التي تتعهد دائماً بتنفيذها ما هي إلا كذبة".
"المرأة السورية لها دور كبير في هذا الحراك في تقدمه وتحقيق مساعيه وجعله حراك سلمي" هذا ما أكدت عليه مروى شرف الدين التي أشارت إلى أنه "نزلنا إلى الساحات بسبب تردي الأوضاع المعيشية التي تعاني منها البلاد والتي أجبرتنا على الصراخ بصوت عالي" لافتةً إلى أن مقولة السلطات الحاكمة حول حماية الأقليات ما هي إلا "كذبة".
من جانبها قالت فداء السوس "تحمل المرأة على عاتقها الكثير من المسؤوليات لذلك لها دور كبير في انطلاق الحراك في الساحات، وتتضامن مع أسرتها لمحاولة إنقاذ البلد قبل أن يغرق آخر شبر فيه، جميعنا خرجنا لوحدنا من بيوتنا لنتضامن مع المحتجين لنعيش بكرامة وحرية".
وأكدت "للمرأة حق العيش بكرامة مع أسرتها وأن يبقى أبنائها إلى جانبها، ولكن في الوضع الراهن فرض عليها الهجرة من بلادها لتتمكن من تأمين لقمة العيش لأبنائها"، داعيةً جميع النساء للخروج إلى الساحات والالتحاق بالمحتجين للمطالبة بحقوقها.
وانضمت راقية الشاعر وهي مهندسة زراعية إلى نظيراتها في الحراك على خلفية فصلها التعسفي من عملها قبل أشهر من انطلاق الاحتجاجات، واثبتت تواجدها في ساحة الكرامة للتظاهر وإيصال صوتها ضمن تجمع منظم يدعى تجمع المهندسين الأحرار حيث أكدت أن انضمامها إلى وفد المهندسين الزراعين كان خطوة جيدة خاصة بعد ثلاثة أشهر من الحراك لإيصال رسالة بأن المهندسين الزراعين أبناء محافظة السويداء أبناء هذه الأرض والانضمام للمتظاهرين واجب "ننتمي لسوريا وكمهندسين زراعين تعاملنا مع الشجر والأرض والبيئة، بعد مرور ٣ أشهر على بدأ الحراك توصلنا لنتيجة واحدة مفادها أن حكومة دمشق لا تملك ما تقدمه للمحتجين، لقد هجرت أبنائنا ودمرت بلادنا، ولا يوجد أي حل إلا بإسقاطه والانتقال إلى مرحلة سوريا البلد التي ستتسم بالديمقراطية".
وأشادت بمشاركة المرأة في الحراك "مشاركة النساء لها أهمية كبيرة اليوم وكذلك في المرحلة المقبلة، يجب أن يكون لها دوراً فعال في الأنظمة كافة"، ونوهت أنه من الطبيعي إشراك المرأة في الإعداد للمراحل المقبلة "نلاحظ وقوف النساء في الحراك جنباً إلى جنب مع الرجل، المرأة أوصلت صورة الحضارة والديمقراطية من خلال مشاركتها، بهذا الزخم والفعالية وبهذا التواجد والحضور تخطت المرأة ظاهرة التهميش والتغييب الذي عاشته لسنوات عدة".
وأكدت "الجميع يعلم بأن النظام السائد يحتمي خلف ورقة الأقليات التي يوهم العالم بحمايتها، وحراك السويداء قد أربكه فهو اليوم لا يستطيع التعامل مع هذا السخط كما تعامل مع بقية المدن التي انتفضت من قبل، ففي السويداء لا وجود لجبهة النصرة ومرتزقة داعش ولا الإخوان، هم أهالي السويداء فقط".
وأكدت على أنه رغم ما يطال النساء من عنف لفظي وخوف إلا أنهن تسعين لإثبات وجودهن حتى وصولهن إلى حقوقهن وأهدافهن.
وأكدت إلهام ريدان أنها تشعر بالفخر والاعتزاز لمشاركتها في الحراك والمطالبة بحقوقها، كما شكرت المعلمين الذين ما زالوا على رأس عملهم والمدرسين المتقاعدين الذين أثبتوا وجودهم، "دعوت العديد من المدرسين/ات للمشاركة وتم تلبية الدعوة، نسعى لبناء وطن يسوده الأمان والحرية والكرامة والإنسانية والمساواة"، مشيرة إلى أن "مشاركة المعلمين تحت شعار معلمي السويداء الأحرار يثبت أن المشاركين يد واحدة وكتلة واحدة نحلم ببلد معافى يسوده العدالة بعيداً عن الظلم والتهجير، لقد همش دور المعلم نطالب بضمان حقوقهن حيث يقع على عاتقه النهوض بفكر المجتمع فإذا فسدت المؤسسات التعليمية فسد المجتمع".
كما أكدت سعدة أبو أمين أن حراك السويداء أعطى النساء حرية التعبير عن آرائهن فهن تشكلن نصف المجتمع، "بعد ثلاث أشهر من الحراك أصبح لدينا صوت يسمع دون الخوف من النظام السائد، جميعنا بتنا قلباً وقالباً ننادي بالحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق المرأة"، منوهة إلى أن "حكومة دمشق لم تحرك ساكناً حتى اليوم للرد على مطالب المحتجين، وبالرغم من ذلك يجب ألا يكون هناك خوف وعلى الجميع النزول إلى الساحات، فالنظام السائد في السويداء سقط".