'التيارات الأصولية إحدى العوائق أمام الحركة النسائية'
طالبت النساء بعالم يعمه السلام ويخلو من العنف، وشددن على أنه لا ينبغي أن يتم اعتبار السلام بعد الآن وكأنه أمر مستحيل لا يمكن الوصول إليه، بل على عكس ذلك يجب تطبيعه.
زينب أكغول
أنقرة ـ عقدت المسيرة العالمية للنساء ندوة تحت عنوان "من بحرية أوجوك إلى يومنا هذا: نضال المرأة العالمي من أجل العلمانية"، بالتعاون مع جمعية 29 أكتوبر النسائية، في قاعة مؤتمرات "بلدية - إيش"، وشاركت فيها أربع متحدثات نسويات من أنحاء العالم وهن شنال ساريهان من تركيا، وبشرى خالد من باكستان، وشريفة خضر من الجزائر، ونانا عائشة سيسي من مالي.
عبرت النساء عن ردود فعلهن على انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول، والتي تكون عقد دولي تمت الموافقة عليه في نطاق مناهضة العنف ضد المرأة، وقلن "إنهم يكرهون اتفاقية إسطنبول لأنهم لا يريدون حتى سماع كلمة عدم المساواة بين الجنسين، ومن أجل تطبيع عدم المساواة وإخضاع المرأة للسيطرة الذكورية، إن الانسحاب من الاتفاقية التي تلزم الدولة بمنع العنف، وحماية المرأة، وإنشاء آليات الدعم التي من شأنها تمكين المرأة، ومعاقبة الجناة لضمان ابتعاد المرأة عن العنف، وهذا يعني أن الدولة تتهرب من هذه الالتزامات، ويعني أنها ترفض تحمل مسؤولية قتل النساء ومنع العنف ضد المرأة، وهذا يعني أن الدولة تقف ضد المرأة".
"لا نعترف بقرار الانسحاب"
وجهت النساء في الندوة رسالة، مفادها "لن نتراجع عن نضالنا، لا يمكن منع نضال المرأة، وسنواصل الوقوف جنباً إلى جنب والنضال معاً حتى استيفاء حقوقنا، نحن لا نعترف أبداً بقرارك بالانسحاب نحن نحمي حقوقنا وحياتنا، ونعمل على تصعيد مقاومة المرأة ضد النظام الأبوي".
وبعد ختام الندوة، قالت إميليا كاسترو القادمة من كندا من مكتب تنسيق المسيرة العالمية في كيبيك، وذكرت لوكالتنا بأنها تعمل في نطاق النضال النسائي منذ 21 عاماً، ومن هذه المرحلة، كرست نفسها وحياتها للحركة النسائية، مشيرةً إلى أنهم سعداء للغاية باستضافة تركيا للمسيرة العالمية للنساء "كلما ازداد عددنا، توسع نضالنا".
"إنهم ينشئون شبكة تضامن"
ومن تونس، سعاد محمود ذكرت أنها انضمت إلى تنظيم الحركة النسوية منذ أن كانت طالبة "بشكل خاص منذ عام 2011 عندما كُلفت بالعمل في قسم التنسيق الدولي، عندما ننظر إلى أنشطتنا هنا، لدينا أنشطة على المستوى الإقليمي والوطني والدولي، فعلى المستوى الوطني نعمل على توعية النساء ضحايا العنف، وبالإضافة إلى توعية النساء في المناطق الريفية حول العنف، ونقدم الدعم فيما يتعلق باستخدام الأسمدة والبذور والمخاطر التي قد تواجههن في مجال الزراعة وعلى تمكين المرأة في هذا المجال".
وأشارت إلى أنه "إذا نظرنا إليه من الناحية الإقليمية، فإننا نتضامن بشكل أكبر مع الشعب الفلسطيني، إن فلسطين تقبع تحت سيطرة الاحتلال، ونظهر تضامننا مع الشعب الفلسطيني، كما أننا نتضامن مع ليبيا وسوريا أيضاً، إن العديد من أنشطتنا متعلقة بشكل خاص بالمشاركة في فعاليات التضامن، وبطبيعة الحال إننا نحتفل بيوم المرأة العالمي 8 آذار، و24 نيسان، كما نتضامن مع النساء العاملات في مصنع النسيج في بنغلاديش، الذي ماتت فيه 100 ألف امرأة، كما إننا ندعم أيضاً المسيرة العالمية للنساء لمحاربة الفقر".
"إننا نعمل مع تركيا بشكل منسق"
ولفتت سعاد محمود، إلى إنهم موجودون في كل مكان من العالم "عندما ننظر إلى اتصالنا الوثيق مع النساء في تركيا، بإمكاننا رؤية وجود نقاط متشابهة ونقاط أساسية، ولأن القضايا التي نواجهها في هذه المنطقة هي ذاتها نحن نقوم بالعمل والتعاون معاً، سواء هنا أو في أوروبا، نعمل بشكل منسق على نفس المشاكل تقريباً، خاصة فيما يتعلق بالأصوليين، أو المشاكل التي نواجهها في النقابات، أو قضايا مثل المساواة بين الجنسين والعنف المنزلي، وبفضل هذا التنسيق، يمكننا القول أن لدينا علاقة قوية جداً مع المنظمات النسائية في تركيا، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء مثل هذه الفعالية في تركيا، ونحن فخورون جداً بهذا، إنه حدث عظيم حيث تتحدث النساء في جميع أنحاء العالم عن العنف والتمييز وعدم المساواة وتطالبن بالمساواة والتضامن، ومن هنا تنبع قوتنا".
"لقد رسمنا خريطة طريق"
وأشارت كلودين لاث، من ساحل العاج، إلى أنهم يعملون مع دول غرب أفريقيا والدول المجاورة "لقد قمنا بالاجتماع معاً في قارتنا الأفريقية قبل حدث مؤتمرنا الدولي، وتجري كل من مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو والسنغال وتوغو وساحل العاج المناقشات باعتبارها دول غرب أفريقيا، وقمنا بدراسة على ماهية الصعوبات التي تواجهها المرأة ومشاكلها وما الذي تتعرض له، لدينا مركز وقمنا بإعداد خريطة طريق تتوافق مع هذا المركز، سنقوم بطرحها وعرضها في الاجتماع الدولي، إننا نعمل فيما بيننا على مستوى الدولة ولدينا أنشطة عالمية، لدينا تنسيق مع مكتب تركيا، إننا على اتصال مستمر مع المنظمات الغير حكومية النسائية في تركيا".