'التغيير الحقيقي يتطلب توعية جميع أفراد الأسرة بحقوق النساء'

توجهت عدد من الجمعيات والمؤسسات النسوية في الفترة الأخيرة نحو تعديل خطابها الرامي لتغيير الثقافة المجتمعية وإشراك جميع أفراد الأسرة لتحسين واقع النساء.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية "الرواد" علا سمير محمد، على أنهم يسلكون نهج إشراك كافة أفراد الأسرة، خاصةً أنهم يعملون في الإسكندرية الجاذبة للهجرة الداخلية بل ولعدد من الجنسيات الأخرى من أجل تحسين أوضاع النساء في ظل التنوع الثقافي الكبير.

لكون واقع محافظة الإسكندرية يحتاج لتكثيف الجهود لإحداث تغيير حقيقي قامت جمعية "الرواد" بالعمل مع الأطفال والشباب من كلا الجنسين والتوجه لصناعة القرار داخل الأسرة، معتبرةً أن تغيير الخطط والأدوات وحتى الخطاب مطلوب كلما تطلب الواقع ذلك.

وللتعرف على عمل جمعية "الرواد" وخططه المستقبلية كان لوكالتنا مع رئيسة مجلس إدارة جمعية "الرواد" لخدمة المجتمع علا سمير محمد الحوار التالي:

 

كيف عملت جمعية "الرواد" على إشراك الأطفال والنساء في صنع القرار، والتعامل مع التنوع الثقافي في الإسكندرية التي تشهد هجرة داخلية وخارجية؟

تعمل الجمعية منذ عام 1995 وبدأت في الحصول على المشاريع والتعاون مع عدد من الهيئات الدولية منذ عام 2009، وقطاع كبير من الأنشطة موجه للعمل على قضايا الفئات المهمشة في المجتمع وتحديداً الأطفال والنساء من أجل تمكينهم اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.

ولقد لمسنا أن التغيير الحقيقي في الثقافة المتجذرة يتطلب العمل على مسارات مختلفة أهمها أفكار الأطفال من كلا الجنسين لخلق جيل أكثر قدرة على حماية حدوده واحترام اختلاف الآخرين، كما قمنا بتشكيل لجان مجتمعية من الفئات المستهدفة للتعبير عن مشاكلهم وأزماتهم بشكل مباشر أمام صناع القرار التي حرصت الجمعية على إشراكهم، وصدر عنها عدد من المخرجات تم تصعيدها للجهات التنفيذية والمختصين من أجل العمل على حلها وهو الأمر الذي أشعر المشاركين فيها أنهم جزء من علاج الخلل وزاد من قدرتهم على التعبير عن قضاياهم دون خوف أو تردد.

إن الإسكندرية تتميز بتنوع الثقافات نتيجة الهجرة الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي يجعل هناك صعوبة في الوقوف على خطاب متماسك يلتف حوله الجميع، أما عن فكرة الدمج فنحن نوليها كامل اهتمامنا ونسعى لخلق مساحات مشتركة تجمع مختلف الأطياف والجنسيات والثقافات من خلال الأنشطة المتنوعة وكذلك المشاريع التنموية والخدمية وخاصة تلك التي تستهدف تمكين النساء اقتصادياً.

وعن المهن التي دربنا عليها النساء فقد جاءت في مقدمتها "الخياطة" لكونها تلبي احتياجات الأسرة من جهة وتساعد في الحصول على دخل من جهة أخرى، فهناك العديد من النساء اللواتي اطلقن مشاريعهن بعد التدريب وبالفعل تمكن من تأمين مصادر دخل متنوعة وتوفير احتياجات أسرهن.

 

ما هي الأدوات اللازمة لتغيير واقع النساء وتحسينه؟

منذ عام 2018 ونحن نعمل من أجل تحسين واقع النساء، إننا ندرك حجم التحديات التي تواجهنا خاصةً في عملنا على مشروع "مدن آمنة للفتيات"، وأن المرونة مطلوبة من أجل تغيير تلك الأفكار والتصورات السائدة عن الدور الإنجابي للنساء وإعلاؤه على حياتهن ذاتها.

ولمسنا أن لإشراك الرجال في الحل تأثير كبير فبدأنا في دعوتهم للجلسات وهذا بالفعل أسفر عن تأثير حقيقي وتوجهنا لمختلف أفراد الأسرة بدلاً من العمل مع الضحية وحدها حتى نتمكن من التوعية بحقوق الفتيات وأهمية تجنب الانتقاص من دورهن ومكانتهن حتى تستطعن العيش بشكل صحي وآمن.

ويمكن القول أن النجاح في التغيير الحقيقي يكمن في التعرف على أطراف القضية والتوجه لهم جميعاً لأن تجنيب صانع القرار في الأسر لن يحقق المستهدف وسيجعله مجرد حلم لا أمل في تحقيقه على أرض الواقع لأن هناك معنف ثقافته لا تقبل التغيير ولا يتم التعامل معها وكذلك هناك أفكار تتعلق بعدم تعليم الفتيات ستظل مروجة بين المجتمع.

 

تعملون بدأب على قضايا المرأة والطفل فما خططكم المستقبلية؟

خلال الفترة المقبلة سنكثف العمل لتعريف الفئة الشابة بحقوق النساء والفتيات، ليبلغوا الثامنة عشرة من العمر وهم مكتفين ذاتياً ثقافياً ومعرفياً كذلك حول مختلف القضايا التي نسعى لتغييرها داخل المجتمع لرغبتنا في تصويب المفاهيم والأفكار المغلوطة والنمطية، كما أننا نركز على المراحل الأولى في التنشئة والتي لها دور كبير في تكوين الثقافة المجتمعية من خلال العمل مع الأسرة وخاصة الأب والأم على المعارف المتعلقة بالتربية الصحيحة والأكثر إيجابية من أجل خروج أجيال سوية تحترم الآخرين وتقدر الاختلافات وترفض أي انتهاك وتحترم مختلف الحقوق الإنسانية.