"التغير المناخي وأثره على النساء" محور طاولة مستديرة في غزة

طالبت عدة نسويات بضرورة إدماج النساء والفتيات في الدورات التدريبية وإشراكهن في المشاريع بهدف التخفيف من حدة ظاهرة التغير المناخي والأعباء الاقتصادية والاجتماعية عليهن، وتعزيز مشاركتهن الفاعلة في القيادة وصنع القرار بما يحقق مفهوم البيئة المستدامة.

نغم كراجة

غزة ـ نظمت مؤسسة فلسطينيات أمس الاثنين 6 آذار/مارس، طاولة مستديرة لمناقشة آثار التغير المناخي على النساء، وكيف يمكن للمرأة مواجهة كبح جماح الظاهرة والاستفادة من الموارد البيئية، واستعراض مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي كفلت لهن حق التمتع بحياة آمنة وسليمة.

ترى الأكاديمية حنين حجي أن النساء والفتيات هن الأكثر ضرراً وظلماً وتأثراً بسبب البناء الاجتماعي للأدوار الجندرية والتمسك بالعادات الاجتماعية والموروثات الثقافية مما حد من قدرتهن في الحصول على الموارد البيئية وشكّل ذلك أعباء اقتصادية واجتماعية مضاعفة كونهن تتحملهن أزمة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وأكدت أنه "لابد من إدماج النساء في الدورات التدريبية والتقنية وتوسيع نطاق التنمية البيئية المستدامة وتعزيز دورهن، بالإضافة إلى تمكينهن من خلال دعمهن وتشجيعهن على المشاركة وافتتاح مشاريع صديقة للبيئة بحيث تخفف من حدة الظاهرة، ولتأمين دخل مادي يحقق لهن اكتفائهن الذاتي".

ونوهت إلى أن هنالك ازدياد ملحوظ في المشاكل والتحديات التي تخلفها ظاهرة التغير المناخي، والتي باتت تشكل خطراً على حياتهن المعيشية وأوضاعهن الصحية والاقتصادية والبيئية.

وتجد الناشطة الإعلامية حنان أبو دغيم أنه بإمكان المرأة أن تقود التغيير المناخي وتتخطى أزماته ومواجهته "من الضروري إبراز دور المرأة وتسليط الضوء على انجازاتها ومشاركتها، ومواصلة تشجيعها في ابتكار المشاريع الخضراء والمبادرات الصديقة للبيئة".

وأشارت إلى أن انبثاق هذه الظاهرة يعود لعدة أسباب منها الأزمة الاقتصادية وتغيرات المناخ والكثافة السكانية ونموها سريعاً وعلاقات القوى الغير متساوية مما شكّل مجموعة من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على النساء والفتيات باعتبارهن المسؤولات.

وثمنت الناشطة الحقوقية فاطمة عاشور جهود النساء في الوصول إلى بيئة مستدامة آمنة "المرأة لها حضور قوي وفعال وتشكل رصيد لا يستهان به في أي مكان تقطن به وشريك أساسي في تحقيق الاستدامة البيئية، وبالرغم من أنها أكثر الفئات تضرراً وظلماً إلا أنها لا زالت تتصدى للعواقب والآثار التي يخلفها التغير المناخي".

وأكدت على أهمية دمج النساء والفتيات في عملية صنع القرار والقيادة والتخطيط، وتضافر الجهود بما يضمن لهن الأمن والسلام والحياة المعيشية الملائمة.

واستذكرت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ البالغة من العمر 21 عام والتي تعد مثالاً يحتذى به ورمزاً للتحرك من أجل مكافحة التغير المناخي وآثاره في العالم حيث شنت الكثير من الحملات والمناشدات بغية كبح التغير المناخي، وشاركها ملايين من المؤيدين والمناصرين؛ لنصرة قضيتها وإيصال رسالتها.