عبير محمد

قامشلو ـ سيطرت "هيئة تحرير الشام" على مناطق واسعة من سوريا، ومن جهة أخرى تستمر هجمات مرتزقة الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، فمنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، ونتيجة لهذه الهجمات هُجر مئات الآلاف من أهالي منطقة الشهباء وتل رفعت من منازلهم ومدنهم قسراً نحو مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ووصلت عدة قوافل وفي الوقت نفسه، لا يزال المواطنون العالقون هناك والمحاصرون يقاومون.

 

إيواء قرابة 100 عائلة في القرى الإيزيدية

يقول البيت الإيزيدي في ناحية عامودا التابعة لمقاطعة الجزيرة إن من بين المكونات التي عانت نفس الآلام كان الشعب الإيزيدي "قبل هذه الأزمة كان هناك قرابة 450 عائلة إيزيدية في الشهباء ـ عفرين وحدها، عندما يصل شعبنا الإيزيدي المهجر قسراً إلى المنطقة يتم إرسالهم في البداية إلى بيت برزان للإيزيديين، ومن ثم يتم إيوائهم في قرى ريف عامودا وتربسبيه، وتم حتى الآن إيواء حوالي 100 عائلة في القرى الأيزيدية وهذه القرى هي قزلجوخ، ومركبي، وبرزة، وتولكو، وتربسبيه، ولا يزال العدد في ازدياد، كما لا يزال عدد من العوائل عالقة في مقاطعة عفرين- الشهباء، وانفصلت بعض القوافل عن بعضها البعض، في وقت لا يزال بعضهم مفقوداً"، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي ليس لدينا إحصائية رسمية لكن من المحتمل أن يصل عدد العائلات التي سيتم إستضافتها في هذه الأيام إلى 400 عائلة.

 

التنسيق لحماية وإنقاذ الأهالي

مجدولين علي إيزيدية من مدينة عفرين المحتلة، وعضوة في اتحاد المرأة الإيزيدية في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا قالت إنهم تحركوا بكل قوتهم لإنقاذ الأهالي العالقين في مقاطعة عفرين- الشهباء "تعاونا وقمنا بالتنسيق مع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا واتحاد المرأة الإيزيدية والبيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة واتحاد إيزيديي سوريا ونقوم بإيوائهم في مناطق مختلفة في إقليم  شمال وشرق سوريا، وفي الوقت نفسه نعمل على البحث عن الإيزيديين المفقودين".

 

"مقتل واختطاف العشرات من الإيزيديين"

قالت مجدولين علي أنه عندما هاجمت العصابات شيروا وتل رفعت وتل قراح التابعة لمقاطعة عفرين- الشهباء، ارتكب مرتزقة الاحتلال التركي مجزرة هناك بحق المدنيين "العصابات لم تفرق بين المدنيين والعسكريين، وارتكبوا مجزرة بحق المدنيين، وبحسب المعلومات الموثوقة تم قُتل 4 إيزيديين على يد العصابات ولم يعرف العدد الدقيق بعد، كما أن عدداً كبيراً منهم مفقود ومختطف".

 

"قصص مؤلمة"

ولفتت إلى أن مجزرة شنكال التي حدثت في عام 2014 تكررت في مقاطعة عفرين - الشهباء "التاريخ أعاد نفسه مرة أخرى يتم قتل الشعب الإيزيدي هناك العديد من القصص المؤلمة التي سيتم الكشف عنها. لدينا شخص يقول إنه عندما أردنا الذهاب إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا الآمنة، كان أحد أفراد قوى الأمن الداخلي يحمينا حتى نتمكن من المرور لكن أحد المرتزقة قام بمهاجمته وقتله، كما قام رجل عجوز بقتل نفسه أمام الجميع حتى لا يقع في أيدي تلك المجموعات لقد حدثت هناك العشرات من القصص المؤلمة والمخيفة".

 

"أوقفوا الهجمات التي تُشن علينا"

وأكدت أن الشعب الإيزيدي على وجه الخصوص مستهدف بالقتل والإبادة، داعية القوات الضامنة ومؤسسات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف ضد الهجمات "الدول والقوى الكبرى هي من صنعت هذه الحرب، نريد أن تتوقف هذه الحرب، إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ كل حروبهم هي ضد أرض الكرد، نحن جميعا بشر يجب أن يكون هناك تدخل من أجل إنقاذ الشعوب".