الطاقم الطبي الإيراني يتضامن مع الانتفاضة الشعبية

أعلن الطاقم الطبي الإيراني من أطباء وممرضين/ات عن دعمه للانتفاضة الشعبية التي تشهدها إيران.

ديلان محمدي

سردشت ـ لعب القطاع الطبي، باعتباره جزءاً من المجتمع، دوراً رائداً في الصراعات السياسية والاجتماعية في فترات مختلفة.

لم يلتزم الأطباء الصمت عن جريمة القتل التي ارتكبت بحق جينا أميني من قبل السلطات الإيرانية، وحاول بطرق مختلفة تحدي نظام الطب الشرعي والنظام الطبي الإيراني بأكمله.

الأطباء الذين كانوا جزءاً من الاحتجاجات النقابية في السنوات الماضية، يشاركون الآن في الانتفاضة الشعبية، لأن حياتهم لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية فحسب، بل يعانون أيضاً من التمييز بسبب النظام الحاكم، ولسنوات عديدة، تغلغل التمييز كجزء من سياسة النظام في القطاع الطبي أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، تعاني مدن شرق كردستان، المعروفة أيضاً باسم المناطق المحرومة، من تمييز أكبر.

لكن هذه المرة لم تقتصر احتجاجات الأطباء على التجمعات، بل وصلت حد الاستقالة ومساعدة الجرحى من المتظاهرين والأساتذة المتواجدين مع الطلاب. فمنذ بداية الاحتجاجات استقال نائب رئيس منظمة نظام طهران الطبي محمد الرازي، من منصبه، وأوضح أن أسباب استقالته كانت اعتداء قوات الأمن على تجمع الأطباء وعدد من منازل الأطباء والأمن المحيط بمنظمة الجهاز الطبي والجامعة.

تم الاعتراف بالقطاع الطبي، الذي انتقد تقرير الطبيب الشرعي ورفض أسباب وفاة جينا أميني، كجزء من بداية الاحتجاجات، وضيق النظام المساحة أمامهم بشدة.

وحول رأي الكادر الطبي لما تعيشه إيران اليوم من انتفاضة شعبية مستمرة، كان لوكالتنا لقاء مع عدد من الطواقم الطبية.

 

"أفتخر كوني أعمل إلى جانب الشعب"

تقول القابلة في مركز نلاس سردشت الصحي سحر محمدي (اسم مستعار)، التي تستقبل العديد من النساء من القرى المجاورة لفحصهن "العدل هنا ليس على أساس الجدارة والكفاءة. كل من هو ابن شهداء أو الباسيج موظف رسمي. لكن لم يدخل أي منهم مجال الطب بالدراسة، بل بواسطة الحزب الذي ينتمي إليه".

وعن الاحتجاجات تقول "الأطباء والممرضون والطاقم الطبي يحتجون لأن حقوقهم تنتهك. لقد ولدت في عائلة من الطبقة المتوسطة، عملت بجد من أجل تجاوز امتحان القبول، أعمل بشكل مستمر منذ عشر سنوات، ولكن لأنني لا انتمي لأي حزب فأنا ما زلت متقاعدة".

وأضافت "في السابق كان يسمح للنساء باستخدام مختلف وسائل منع الحمل، أما الآن فممنوع استخدام حبوب منع الحمل بسبب إقرار خطة لجعل السكان أكثر شباباً، وفي حال قدمنا أي نصيحة للنساء فيتم محاسبتنا عليها لأن ذلك يعتبر ضد الخطة المعتمدة، لكنني أخالف تعليمات المركز الصحي وأقدم النصائح للنساء خلال الفحص خاصة اللواتي تعانين من مشاكل صحية والتي ستزداد سوءاً إثر الحمل والإنجاب، لقد أقسمت على عدم خيانة مهنة الطب، ولهذا أفتخر في أن أكون متضامنة مع الانتفاضة. لم أذهب إلى العمل منذ بدأ الاحتجاجات، لكنني كنت أقدم المشورة الطبية للمرضى عبر الإنترنت".

من جانبها قالت الممرضة سارة نافيد (اسم مستعار) "بعد انتهائي من الجامعة، تم طردي من المستشفى لأني لم أكن من الباسيج، وتوظيف النساء وأطفال المحاربين القدامى والشهداء هو الأولوية. اضطررت إلى العمل في أحد المناوبات في المختبر والآخر في العيادة".

وعن المرافق الطبية في المستشفى "لا يحتوي مستشفى سردشت سوى ستة أجهزة تنفس، بالرغم من أن المدينة قد تم ضربها بالمواد الكيماوية، كما أنها لا تملك جهاز تصوير للرنين المغناطيسي، ويضطر الناس إلى الذهاب إلى البلدات القريبة للمعالجة من الأمراض البسيطة، وفي هذه الحالة يكون موظفو المستشفى غير راضين عن كل هذا الظلم ويحتجون".

وفيما يتعلق بالمشاكل المعيشية تقول "إن النقص الحاد في طاقم التمريض، وأعباء العمل الكبيرة، والمطالب المتراكمة والتأجيلات، والعمل الإضافي القسري، وعدم تنفيذ بعض الموافقات القانونية بسبب نقص القوة يؤدي إلى العديد من المشاكل المعيشية للممرضات".