السويداء.... وفاة إحدى أيقونات الاحتجاج بعد صراع مع المرض والحصار
منذ الثالث عشر من تموز/يوليو وحتى يومنا هذا، تتعرض مدينة السويداء السورية لحصار اقتصادي وإنساني شامل، يقوده جهاديي هيئة تحرير الشام بمسمياتها المختلفة.

مركز الأخبار ـ تسبب الحصار المفروض على مدينة السويداء السورية بكارثة إنسانية صامتة تتفاقم يوماً بعد يوم على جميع مناحي الحياة، كما أدى إلى وفاة عدد من المرضى نتيجة تعطل المستشفيات ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية إحداهن شهيرة عزام التي كانت في مقدمة احتجاجات ساحة الكرامة التي بدأت في السويداء.
يهدف حصار مدينة السويداء السورية إلى خنق المدينة اقتصادياً ومعيشياً عبر منع دخول المحروقات التي تساعد في ضخ المياه والمواد الغذائية، في محاولة للضغط على الأهالي أو معاقبتهم على رفضهم الخضوع للسلطة المركزية. وفي ظل هذا الحصار، تقاوم السويداء وريفها العطش والجوع والدمار بينما تبقى آثار المجازر والحرائق وتدمير الممتلكات شاهدة على حجم الإجرام المرتكب بحق المدنيين، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ داخلي متعمد.
هذا الحصار تسبب في وفاة عدد المرضى منهن "شهيرة فياض الطرودي عزام" المعروفة بـ "أم مارسيل" وهي من أهالي بلدة عريقة بالسويداء.
توفيت صباح اليوم الاثنين 11آب/أغسطس نتيجة تأخر وصول الدواء لها وعدم القدرة على تأمين جرعة خاصة بعلاج مرض السرطان لها، في ظل غياب الرعاية الصحية الناتجة عن عجز مرضى السرطان الوصول إلى دمشق أو تلقي العلاج المناسب لهم.
رحلة مليئة بالمقاومة والنضال
وشاركت شهيرة فياض الطرودي عزام "أم مارسيل" في مظاهرات ساحة الكرامة، رافعة الخريطة السورية تارة، وعبارات الحرية أخرى، بينما كان تصدح حنجرتها بـ "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، وقالت في إحدى المرات التي شاركت فيها بالاحتجاجات لوكالتنا "نخرج في حراكنا السلمي ضد النظام التي انتهك السوريين وأحلامهم وقتل أبنائهم وشردوهم في كل بقاع الأرض، لذلك نحن في هذه الساحة لاسترجاع سوريا الحرة وأهلها".
رحلت شهيرة فياض الطرودي عزام "أم مارسيل" وهي تشاهد الخريطة التي حملتها تنزف، والحرية بدون أجنحة، في لحظة خذلان لم تكن تتوقعها أبداً.