السويداء تحت الحصار

أكدت الناشطة السياسية راقية الشاعر أن هذا الحصار ليس مجرد إجراء أمني أو عسكري بل "أداة ضغط سياسي" تستخدم لتثبيت سلطة "تدعي الشرعية" على حساب كرامة وأمن الناس.

روشيل جونيور

السويداء ـ بعد محاولة اقتحام مسلحين تابعين لهيئة تحرير الشام في ٢٩ نيسان/أبريل الماضي، مدينة السويداء السورية وفشلهم، تعيش المدينة واقعاً مزرياً غير مسبوق حيث فرض عليها حصار خانق شل الحياة بالكامل وسط غياب تام لأي بوادر لحل الأزمة أو حتى التفاعل معها.

هذا الحصار، الذي أُغلق بموجبه المنفذ الوحيد للمدينة طريق دمشق ـ السويداء، تسبب في انقطاع الإمدادات الأساسية من غذاء ووقود وأدوية ومواد طبية، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية وشيكة.

 

الانتهاكات التي تمارس بحق الطائفة الدرزية

الناشطة السياسية راقية الشاعر، وهي إحدى المشاركات في الحراك السلمي في السويداء، قالت إن "الأسواق مغلقة، الدوائر متوقفة، المحروقات معدومة، وحتى المستشفيات والصيدليات بدأت تشهد نقصاً حاداً في المستلزمات. ما يجري اليوم هو حرب اقتصادية هدفها كسر إرادة الأهالي، وإجبارهم على الرضوخ لسلطة الأمر الواقع الممثلة بما يسمى الحكومة الانتقالية".

وأشارت إلى أن هذا الحصار ليس مجرد إجراء أمني أو عسكري بل "أداة ضغط سياسي" تستخدم لتثبيت سلطة "تدعي الشرعية" على حساب كرامة وأمن الناس، مضيفةً "من المخزي أن تستخدم لقمة عيش الناس كورقة سياسية وأن يُحاصر أهل السويداء لأنهم رفعوا صوتهم عالياً وطالبوا بالحرية والعدالة".

 

"يجب على المجتمع الدولي محاسبة المجرمين على ارتكاب الجرائم"

ولفتت إلى أنه "منذ أن تم الإعلان بمدينة السويداء على لسان الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري بأننا لا نعترف بهذه السلطة السورية الجديدة لأنها بكافة رموزها مدرجة على لوائح الإرهاب العالمية، وثم رفضنا الإعلان الدستوري، ونددنا بالمجازر التي تم ارتكابها بحق أهلنا العلويين في الساحل السوري، كل هذا أدى إلى تجييش إعلامي من قبل هذه السلطة على السويداء وشيطنة رموز المدينة وخاصة الشيخ حكمت الهجري ومن ثم قيام أجهزة المخابرات لهذه السلطة ببث مصور ومسجل ونسب لأحد أبناء المدينة بالإساءة للنبي محمد، وتم التجييش الطائفي من المسلمين السنة على السويداء ليكون مبرر لارتكاب مجازر بحق أبناء الطائفة ومن ثم الحصار".

وطالبت راقية الشاعر المجتمع الدولي بأن يقوم بمسؤولياته تجاه ما يحدث ضد المواطنين في السويداء، مضيفةً "هذا الواقع يستلزم تدخل من الجهات الدولية المعنية بهذا الأمر وإيجاد حلول للمشكلة التي نعاني منها وليس فقط في السويداء وإنما في كامل الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة هذه العصابات المنفلتة".

 

"نرفض الإدارة المعنفة والميليشيات التي تعسى إلى التقسيم"

وتابعت "السويداء ليست جزيرة معزولة، نحن جزء من هذا الوطن، لكننا نرفض أن ندار بالعنف والميليشيات. لسنا دعاة انفصال ولا تقسيم، نحن نطالب بدولة المواطنة، دولة القانون، وفصل الدين عن الدولة، دولة يتساوى فيها الجميع".

وفي ختام حديثها قالت الناشطة السياسية راقية الشاعر إن "ما نواجهه اليوم ليس اختباراً فقط للسويداء، بل اختبار لإنسانية هذا العالم، فهل سيسمع الصوت القادم من جبل العرب، أم سيترك ليقمع في الظلام؟".