السويداء... محتجات من ذوات الإعاقة تطالبن بحقوقهن

يستمر الحراك السلمي في مدينة السويداء السورية في يومه الـ 107 على التوالي بمشاركة نسوية واسعة للمطالبة بالحرية والديمقراطية والتغيير السياسي، ولتثبتن للعالم أنهن دعائم الحرية والمجتمع.

روشيل جونيور

السويداء ـ بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدأ حراك مدينة السويداء السورية تحتشد النساء كل يوم دون كلل للمطالبة بإقامة حكومة ديمقراطية تحترم الحقوق المدنية للمواطنين وعلى رأسها حقوق المرأة التي سلبت منها خلال العهود السابقة.

لم يغب عن العين دور النساء الفعال في الحراك السلمي لمدينة السويداء، ففي كل يوم تؤكدن على إصرارهن لكسر جميع القيود التي كبلهن بها المجتمع وحكومة دمشق، حيث تجمع العشرات من أبناء المدينة وشارك ذوي الاحتياجات الخاصة بالحراك في ساحة الكرامة أمس الجمعة 1 كانون الأول/ديسمبر.

خرجت إلى الساحة بكرسيها المتحرك للمشاركة بالحراك والطالبة بحقوقها المسلوبة دلع أبو الفضل محتجة من ذوي الإعاقة أكدت أنها على الرغم من وضعها الصحي الحرج وعدم قدرتها على السير دون كرسي متحرك، مصرة على المشاركة مع نظيراتها في هذا الحراك السلمي والمطالبة بتحسين الوضع المعيشي عموماً وأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص الذين يعانون من ارتفاع تكاليف العلاج والعناية وغياب القوانين المنصفة لهم، مشيرة إلى أن ثمن الكرسي الكهربائي المتحرك يتجاوز أربعة ملايين ليرة سوريا وهو ثمن باهض بالإضافة لثمن الطعام والشراب الذي تعجز في كثير من الأحيان على تأمينه.

وقالت "نطالب بمدارس خاصة بنا وكراسي مريحة ولباس وتغطية كافة مصاريف ذوي الإعاقة، حكومة دمشق تغفل عن كثير من مطالباتنا يجب عليها أن تنظر إلى أوضاعنا التي تزداد سوءً يوم بعد يوم دون أي تحرك أو حلول تذكر".

 

 

من جانبها قالت المحتجة رانيا عريج "مطالبنا مشروعة نريد العيش بحرية وكرامة وأن نحصل على حقوقنا المدنية، لقد حرمنا من أبسط مقومات الحياة على عكس ما يتم تداوله في باقي المدن بأن السويداء تنعم بالحقوق، كل شخص في هذه الساحة جاء ليطالب بحقوقه التي كان من المفترض أن تقدمه له دون أن يطلبها، مدينتا فقدت كل شيء وعلى رأسها الأمن لقد بتنا نخاف على أولادنا عندما يرتادون المدارس تحصل الكثير من الأمور التي تدعو للقلق فقد زادت حالات الاختطاف والاعتقال".

وأضافت "هذا الحراك السلمي ضرورة ملحة ليعبر الناس عن رفضهم للانتهاكات الواسعة التي عمت كافة مدن البلاد وليس السويداء فقط، وللمطالبة بالحقوق المدنية والإفراج عن المعتقلين المدنيين والسياسيين"، وفي ختام حديثها دعت النساء للمشاركة في هذا الحراك والنزول إلى الساحات وإعلاء صوتهن وإبراز دورهن والمطالبة بحقوقهن.

 

 

وقالت إحدى المحتجات وتدعى سلام النبواني إن "الفكرة الرئيسية من مشاركه النساء في الحراك أنهن جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، ومطالبهن لا تختلف عن مطالب باقي أفراد المجتمع، إلا أنهن تتحملن الكثير من الأعباء والمسؤوليات، وبالرغم من ذلك فهن تعتبرن أنفسهن في نفس الخندق مع باقي أفراد المجتمع وتؤكدن أن دورهن سيكون موجه لنيل حقوق الجميع دون استثناء".

وأكدت "هذا الحراك انطلق من مبدأ السلمية وسيبقى كذلك على عكس ما يتم الترويج له، جميع المحتجين خرجوا للمطالبة بحكومة أكثر ديمقراطية تمنح المدنيين حقوقهم وتحقق لهم حياة كريمة ومستوى أفضل من الحياة لأننا  نستحق".

كما تطرقت لظاهرة انتشار المخدرات في السويداء "أصبح وجود هذه المواد أمراً طبيعياً لأن فساد حكومة دمشق طاف على السطح، وأن رئيس الحكومة لم يقدم أي خدمات تذكر للمواطنين لذلك هو ليس جديراً بأن يبقى في السلطة".

وعن دور النساء في قيام الحراك السلمي "المرأة في السويداء تشارك جنباً إلى جنب بكل المناسبات السياسية والاجتماعية، وسنستمر في حراكنا حتى تحقيق مطالبنا".