السودان... ورشة عمل لمناقشة أوضاع النساء وخاصة النازحات جراء الحرب
تواجه النساء اللواتي اضطررن للنزوح إلى المناطق الآمنة إثر النزاع الدائر، صعوبات في تأمين لقمة العيش لأسرهن.
ميساء القاضي
السودان ـ أكدت نساء السودان على أن النزاع الدائر في البلاد ضاعف من أعبائهن ومعاناتهن، بالإضافة إلى ازدياد نسب العنف الممارس ضدهن في ظل عدم وجود رادع.
نظمت مؤسسة بتقدري المجتمعية، ورشة عمل على مدار يومي 1 ـ 2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لمناقشة أوضاع النساء في مدينة كريمة بشمال السودان، بمشاركة نازحات من المناطق التي تشهد نزاعاً منذ ما يقارب الستة أشهر.
تطرقت المشاركات في ورشة العمل لأوضاع النساء في المنطقة عبر أربعة محاور، تناول الأول منه أهمية وكيفية المشاركة في كافة المجالات وخاصة السياسية، أما المحور الثاني فدار حول العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات وأشكاله، فيما بحث المحور الثالث الحماية، والرابع كان حول مشاركة النساء في العمل الإنساني.
وناقشت المشاركات في الورشة دور النساء في المجتمع قبل وبعد اندلاع النزاع في البلاد في الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، الأمر الذي تسبب في نزوح ولجوء ما يقارب الخمسة ملايين داخلياً وخارجياً.
وأجمعت المشاركات على أن النزاع الدائر زاد من أعباء النساء في ظل النزوح، وأوضحت بعضهن أن الحرب ضاعف من الضغوط المسؤوليات الواقعة على عاتقهن خاصة خلال تواجدهن في دور الإيواء، كما أنه قيد حركتهن واضطرت بعضهن لتولي مسؤولية إعالة أسرهن، وهو ما أضاف عليهن عبء تأمين لقمة العيش.
وعن تأثير الحرب على حياة النساء، والتغيير الذي أحدثه، ترى المشاركات أن غالبيتهن فقدن وظائفهن وأعمالهن، واضطررن للبحث عن فرص عمل جديدة أو خلق أخرى لمساعدة أسرهن في توفير مصادر دخل بديلة.
واشتكت الطالبات الجامعيات المشاركات في الورشة من توقف المؤسسات التعليمية، مشيرات إلى أن ذلك سيؤثر سلباً على مستقبلهن الدراسي والعلمي، ولفتت أخريات إلى أنه النزاع الدائر تسبب في زيادة حالات العنف ضد النساء والفتيات والطلاق كذلك.
وعن إشراك المرأة في مبادرات السلام الجارية حالياً، اتفقت المشاركات في الورشة على أن وجود النساء ضعيف ومشاركتهن لا تتدعى كونها صورية، مؤكدات على ضرورة إشراكهن في هكذا مبادرات فهن الأكثر تضرراً، وليكون بإمكان إيصال صوتهن والتعبير عن آرائهن، مشيرات إلى أنه يجب أن تتضمن المفاوضات عدة شروط ألا وهي إيقاف الحرب ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق النساء وابتعاد طرفي النزاع عن السلطة.
وأكدت النساء خلال المحور الثاني، على أن المرأة في الولاية الشمالية تعاني من كافة أشكال العنف في ظل عدم وجود منظمات ودور إيواء يمكن للمعنفات اللجوء إليه كما أن القانون لا يحميهن لأن العادات والتقاليد البالية والأعراف السائدة في المنطقة تطغى على القانون، بالإضافة إلى أن النساء لا تكشفن عما تتعرضن له خوفاً من الوصمة الاجتماعية.
وشددن على ضرورة توفير الحماية اللازمة للنساء والفتيات وخاصة المعنفات منهن، من خلال سن قوانين رادعة ومعاقبة مرتكبي تلك الجرائم، وترى العديد منهن أن سن القوانين ليست المشكلة الوحيدة التي تواجهها النساء، بل المشكلة تكمن في عدم تنفيذها.
وعلى هامش ورشة العمل أوضحت عوضية أحمد أن وجود منصات ومنابر لمناقشة قضايا النساء والتحديات التي تواجههن أمر مهم، مشيرةً على أهمية ودور الإعلام في تسليط الضوء على تلك القضايا.
وأضافت "إن فرص العمل محدودة جداً في السودان لقلة الإمكانيات والدعم، فالنساء اللواتي تعملن على صنع منتجات متنوعة لا تجدن الدعم لتطويرها".
وأكدت ثريا نشأت التي نزحت من العاصمة الخرطوم بفعل الحرب، على أهمية دعم النساء المنتجات خاصة النازحات من المناطق التي تشهد في الوقت الراهن نزاعاً، بالإضافة إلى خلق مشاريع صغيرة لهن وتمويلها ليكون بمقدورهن توفير الدخل لأسرهن.
ووصفت النازحة من الخرطوم سارة إبراهيم التي كانت تزور أسرتها في الولاية الشمالية في فترات متقطعة، أوضاع النساء في الولاية بالشبه المتردية، مشيرةً إلى أنه هناك حاجة للذل الكثير من الجهد للنهوض بواقعهن، وتحسين أوضاعهن وإشراكهن في كافة المجالات.
وأوضحت منتهى عبد الله التي أنشأت مؤسسة بتقدري المجتمعية، أن الغرض من عقد الورشة إيصال صوت النساء في الولاية الشمالية وتعريف العالم بدورهن في بناء السلام، وضرورة الحد من العنف، "حاولنا من خلال الورشة معرفة رأي النساء حول المواضيع الأربعة التي تم التطرق لها، لإيصال أصواتهن ومطالبهن خلال مؤتمر عالمي سيعقد في كينيا، حيث سيتم مناقشة أوضاع النساء في السودان، وتأثير الحرب عليهن".
وأضافت "للأسف عانت الولاية الشمالية من تهميش وإقصاء شديدين، بالإضافة إلى تردي البنى التحتية وتراجع التعليم، كما أن النساء تعانين من مختلف أشكال العنف، يجب أن يكون هنالك تمكين حقيقي للنساء في كافة المجالات".