السودان... معارك رغم الهدنة وخروج المرافق الصحية عن العمل

ما زالت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني تحلق في سماء العاصمة الخرطوم رغم وجود هدنة متفق عليها بوساطة دولية وإقليمية من أجل بدء المفاوضات بين الطرفين ووقف إطلاق النار.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ في العاصمة الخرطوم سمع صوت القذائف وإطلاق النار من أسلحة ثقيلة وخفيفة في محيط القصر الجمهوري، وشهدت مناطق عدة مواجهات عنيفة سقط عدد من الضحايا أبرزها منطقة شرق النيل ومناطق واسعة من جنوب الخرطوم ومناطق جنوب أمدرمان وضاحية كافوري وشمبات في مدينة الخرطوم بحري.

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، إن طرفي النزاع وافقا على إيفاد ممثلين لإجراء مفاوضات قد تعقد في السعودية، وأوضح أن المفاوضات ستركز في البدء على وقف إطلاق النار الذي سيشرف عليه مراقبون محليون ودوليون، كما أن أحد الاحتمالات هو إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيون وأجانب.

وحذرت منظمات دولية من وقوع كارثة إنسانية في السودان بسبب استمرار القتال وسقوط القتلى والجرحى وتعطل المستشفيات، كما حذرت نقابة الأطباء في السودان عبر بيان من وقوع كارثة إنسانية بسبب ضعف وانعدام الخدمة في المرافق الصحية، وأكدت الوزارة في تقرير لها انهيار النظام الصحي تماماً في مدينة الجنينة غربي السودان وتوقف جميع المرافق الصحية والمستشفيات والصيدليات عن العمل وناشدت النقابة المنظمات الإنسانية بالتدخل لإنقاذ المواطنين.

وأوضحت النقابة ارتفاع أعداد الضحايا إلى 436 بين المدنيين فقط وزيادة في حالات الإصابات بين المدنيين التي فاقت ألفي إصابة، مضيفةً إن هنالك العديد من الإصابات والوفيات غير مسجلة لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني بالبلاد.

وأكدت نقابة الأطباء وصول أول شحنة مساعدات إنسانية منذ بدء القتال من اللجنة الدولية للصليب عبر مدينة بورتسودان شرقي البلاد قادمة من الأردن، وتحتوي الشحنة 8 أطنان من المواد الطبية لدعم المستشفيات ودعم متطوعي الهلال الأحمر السوداني.

وأضافت أن الشحنة تحوي مواد تضميد وخياطة الجروح وغيرها من المواد الجراحية ولكن فرق الصليب الأحمر تحتاج لمنحها ضمانات من قبل طرفي النزاع بمرور آمن لمناطق الاشتباكات العسكرية في الخرطوم والمدن الأخرى، وأعلنت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سترسل طائرة أخرى تحمل مواد طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ، وطالبت النقابة المجتمع الدولي بالضغط على طرفي النزاع لخلق ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.

ومازالت معاناة السودانيين العالقين في معبر أرقين البري الواقع شمالاً في الحدود بين مصر والسودان مستمرة إذ تكررت النداءات للحصول على أماكن للسكن والحصول على مركبات إلى الأراضي المصرية من اولئك الذين كانت إجراءاتهم غير مكتملة وقاموا بإكمالها في مدينة حلفا.

وقالت نقابة الأطباء في تقرير لها إن الوضع في مدينة حلفا شمالي السودان والتي تقع على الحدود بين البلدين كارثي، خصوصاً على الجانب السوداني حيث سجلت حالات وفيات بسبب الجفاف وانعدام الرعاية الصحية والأغذية والاحتياجات الأساسية، وأضافت أن نساء كبيرات في السن وأطفال لقوا حتفهم جراء ذلك حيث توفيت امرأة كبيرة في العمر مصابة بمرض السكر بسبب فساد جرعات الأنسولين الخاصة بها بفعل الحرارة خلال الرحلة الطويلة من الخرطوم، كما سجلت حالة وفاة لطفل بعد إصابته بحمى لم يتم تشخيصها.

وأقلعت صباح اليوم آخر رحلات إجلاء الرعايا البريطانيين وبذلك انتهت مهمة الإجلاء الجوي البريطاني في السودان ولكن رحلات أخرى لإجلاء أجانب آخرين ما زالت تتواصل عبر مطار منطقة وادي سيدنا العسكرية وبراً وبحراً عبر ميناء بورتسودان.