السودان... على الرغم من الهدنة استمرار القتال في مدن متفرقة

القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني لا زال مستمراً على الرغم من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في السودان.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ شهدت مناطق عدة في العاصمة السودانية الخرطوم معارك وغارات جوية منذ الساعات الأولى لبدء الهدنة الجديدة الرامية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بجهود دولية.

على الرغم من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ مساء أمس الاثنين 22 أيار/مايو، دارت مواجهات شديدة بين طرفي النزاع في السودان في مناطق عدة خاصة وسط وشمال العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان، كما دارت معارك شديدة في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، مع سيطرة هدوء نسبي في مناطق أخرى يتخلله إطلاق نار متقطع.

ويأتي هذا التصعيد بعد توقيع الطرفين اتفاقاً في مدينة جدة بالسعودية بوساطة دولية لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع وفتح الممرات لمرور المساعدات الإنسانية.

وأكد عدد من المدنيين بأنهم غير متفاجئين بالخروقات التي حدثت بالرغم من سريان الهدنة، فعدم التزام الطرفين كان متوقعاً بسبب الخروقات الكثيرة التي قاما بها من قبل للهدن التي أعلنوها، والآن هم لا يعولون كثيراً على الهدنة بالرغم من احتياجهم الشديد لها في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها بسبب النزاع.

ومنذ بدء النزاع في الخامس عشر من نيسان/أبريل المنصرم انقطع التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب في مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم في ظل ارتفاع شديد لدرجة الحرارة وعدم توفر الكثير من الخدمات.

كما يعاني السكان العالقين من شح الغذاء بسبب نفاد السلع الغذائية والبضائع في المناطق الواقعة تحت النزاع، وكذلك صعوبة التنقل للبحث عن غذاء أو دواء في ظل استمرار القتال، ففي العاصمة الخرطوم توقفت جميع المصانع عن العمل منذ الساعات الأولى للقتال فيما تم حرق ونهب الكثير منها.

ويعاني السكان أيضاً من شح الدواء وصعوبة الوصول إلى أماكن الرعاية الصحية، فقد أعلنت نقابة الأطباء (غير حكومية) إغلاق مستشفى البان جديد وهو أحد المستشفيات الثلاث التي كانت لا تزال داخل الخدمة في مدينة الخرطوم بحري، وقالت النقابة في بيان لها أن مجموعة من قوات الدعم السريع قامت بالهجوم على المستشفى والاعتداء على العاملين فيها والمرضى وترهيبهم.

وفي آخر تقرير أصدرته نقابة الأطباء في السودان أكدت أن عدد الضحايا من المدنيين وصل إلى 863 قتيلاً و3531 جريحاً بعضهم حالته غير مستقرة، وهذه هي الحالات التي وصلت إلى المستشفيات ولكن يتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات.