السودان... هدنة جديدة تدخل حيز التنفيذ والمستشفيات تدق ناقوس الخطر

يشكك مراقبون للوضع في السودان، التزام طرفي الصراع بالهدنة الجديدة في الذي لم تتبدل فيه الظروف وتدق مستشفيات دارفور ناقوس الخطر.

مركز الأخبار ـ وسط تفاقم الوضع الإنساني في السودان، وفقدان المئات لحياتهم، دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ على أن تستمر 24 ساعة فقط.

دخلت هدنة جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ صباح اليوم السبت 10 حزيران/يونيو، بينما أبقى السكان آمالهم متواضعة حيالها بعدما خرق الطرفان جميع الاتفاقات السابقة.

وجاء الاتفاق على الهدنة الجديدة لتيسير وصول المساعدات الإنسانية لأهالي السودان التي كانت تعاني أصلاً من الأكثر فقراً في العالم قبل النزاع الراهن، وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين مما يسمح باستئناف مباحثات جدة.

وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، كانت تدور اشتباكات في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة، حيث أكدت الهيئة النقابية لأطباء الولاية، أن المدينة تشهد وضعاً إنسانياً وأمنياً كارثياً بعد انهيار الخدمات وانقطاع الاتصالات، مشيرةً إلى تعذر إمكانية تقدير الخسائر المادية والبشرية، وناشدت العالم بالتحرك.

وكشف تقرير اللجنة الطبية لحركة العدل والمساواة في مدينة الجنينة، عن وضع مأساوي للقطاع الصحي بسبب القتال الدائر، فقد أكد وفاة جميع مرضى غسيل الكلى في المدينة، وأن جميع المستشفيات والمراكز الصحية خرجت عن الخدمة بالإضافة إلى عدم وجود أسطوانات الأوكسجين والدم للمرضى.

ويشكك مراقبون في أن تكون هذه الهدنة أفضل من سابقاتها، خصوصاً وأن ظروف النزاع لم تتبدل، حيث فقد ما لا يقل عن 1800 شخص بينهم نساء وأطفال حياتهم خلال الهجمات الدائرة حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح "أكليد"، ويتوقع أن يكون الأعداد الفعلية للضحايا أعلى بكثير بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية، كما تسبب بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفاً عبروا إلى دول مجاورة، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

والجدير ذكره أنه منذ بدء الاشتباكات في الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، سرعان ما كان يتم خرقها.