السودان... غياب المباحثات يفاقم معاناة المدنيين
الاشتباكات تتصاعد في مناطق عدة من العاصمة السودانية الخرطوم بعد يومين من انتهاء الهدنة التي استغرقت خمسة أيام.
مركز الأخبار ـ اشتباكات متفرقة في مناطق عدة في السودان بعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تخلله انتهاك من كلا طرفي النزاع.
بدأت هدنة لوقف إطلاق النار في 22 أيار/مايو الفائت، وانتهت قبل يومين فقط، سادت خلالها أجواء من التوتر والاشتباكات المتقطعة ونهب للمرافق العامة ووصول قدر محدود من المساعدات الإنسانية التي كانت وصولها للمدنيين المحاصرين على رأس بنود الاتفاق الذي وافق عليه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبحسب نشطاء قتل 40 شخصاً اليوم الاثنين 5 حزيران/يونيو بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت في مدينة كتم بولاية شمال دارفور التي أعلن حاكمها أنها "منطقة منكوبة مع استمرار أعمال النهب والقتل".
أما أمس الأحد 4 حزيران/يونيو وردت أنباء عن اندلاع اشتباكات وسط العاصمة الخرطوم وجنوبها أيضاً، كما هو الحال في مدينة بحري الواقعة شمال الخرطوم على الضفة الأخرى للنيل الأزرق.
وتشهد شوارع العاصمة الخرطوم أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بسبب انتشار الجثث المتحللة، والحيلولة دون دفنها بسبب استمرار الاشتباكات، حيث أعلن الهلال الأحمر السوداني أن القتال المستمر في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلاً انتشلت جثثهم من مناطق القتال، دون التعرف على هوياتهم.
وذكر الهلال الأحمر في بيان سابق له، أنه منذ اندلاع القتال في الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا قد حذرت من أن الوضع الإنساني في البلاد سيئ للغاية، لافتةً إلى أن المدنيين يعانون الأمرين، وسط انعدام الأمن والكهرباء والماء وتوقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن تقديم خدماتها.
كما أكدت لجنة نقابة أطباء السودان أنه من أصل 89 مستشفى في الخرطوم والولايات يوجد 59 مستشفى متوقفة عن الخدمة و30 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، وقالت النقابة إن 17 مستشفى تم قصفها و21 تعرضت للإخلاء القسري منذ بداية الصراع، ونشرت قائمة تضم أسماء 19 من الأطباء وأفراد الفرق الطبية وطلاب الطب الذين قتلوا جراء الاشتباكات.
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم مخلفة المئات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ونزوح ما يقرب من 1.3 مليون شخص داخل البلاد وفرار أكثر من 400 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.