السودان... استمرار الاشتباكات وقذيفة تودي بحياة فنانة سودانية

لا زالت العاصمة السودانية الخرطوم تشهد اشتباكات مستمرة بين طرفي النزاع في البلاد، حيث تسبب وقوع إحدى القذائف في منطقة أم درمان بمقتل الفنانة السودانية شادن محمد حسين.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ قضى السودانيون يوماً أخر صعب بين تحليق للطائرات الحربية في ساعات مبكرة من النهار ودوي القنابل ومضادات الطائرات وأصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما تسببت إحدى القذائف بمقتل الفنانة السودانية شادن محمد حسين اليوم السبت 13 أيار/مايو.

تسببت شظية بوفاة الفنانة السودانية شادن محمد حسين صباح اليوم السبت 13 أيار/مايو أثناء تواجها في منزلها الكائن في مدينة أم درمان إحدى مدن العاصمة السودانية الخرطوم الثلاث، وخيم الحزن على البلاد بعد رحيل واحدة من أهم الأصوات الشابة التي كانت تتغنى للسلام.

والجدير بالذكر أن شادن محمد حسين واحدة من أهم الفنانات الشابات اللواتي يحملن على عاتقهن رسالة السلام ونبذ الحروب والنعرات العرقية والقبلية في السودان، درست الاقتصاد والعلوم الإدارية وبعد تخرجها قامت باحتراف الغناء حيث كانت تكتب كلمات الأغاني وتلحنها وتغنيها، لفتت الأنظار إليها من خلال مفرداتها المختلفة وصوتها، وكانت خلال فترة الحرب تتحدث في منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة وقف الحرب وأهمية السلام لما لها من تبعات كارثية على الإنسانية.

وأطلقت شادن محمد حسين على نفسها اسم (الحكّامة شادن) لمحاولة خلق تأثير مختلف وإيجابي في مجتمعها عبر تقديم نموذج جيد لمغنية تدعو للسلام وتنبذ الاقتتال، فكلمة (الحكامة) في السودان تعني مغنية شعبية تنظم الأشعار وتتغنى بها فتلهب حماس الفرسان للقتال وخوض المعارك، لكن شادن محمد حسين كانت ترغب من خلال مسيرتها تغيير هذا المفهوم وأن تصبح الحكامة ذات تأثير على المجتمع داعية للسلام وناشرة له.

ومن جهة أخرى ووفقاً للعديد من المصادر فإن المباحثات في مدينة جدة السعودية تستأنف غداً الأحد 14 أيار/مايو مرة أخرى، لتحديد كيفية إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية، فيما تشهد العاصمة قتالاً عنيفاً.

ووفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإن إجمالي الفارين بسبب القتال إلى الدول المجاورة منها مصر وإثيوبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، بلغ أكثر من 153 ألف لاجئ، منهم 60 ألفاً فروا إلى تشاد وحدها.

ويقضي المدنيين في مدينة الخرطوم أياماً صعبة حيث لا ماء ولا كهرباء، وتشكو الكثير من الأسر من نفاد المواد الغذائية في الوقت الذي تزداد فيه حدة الاشتباكات ويصعب عليهم التنقل للحصول على احتياجاتهم الأساسية، بالإضافة لتأثرت شبكات الاتصال والإنترنت كثيراً مما يصعب التواصل بين العالقين وذويهم.

أما في مدينة بحري التي شهدت قتالاً يعد الأعنف منذ بداية الأزمة فقد الكثيرون سبل التواصل مع ذويهم العالقين في منازلهم وسط الاشتباكات، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصال، وأكدت بعضهم أنهم لا يعلمون إن كان ذوهم أحياء أم لا.

وفي وقتاً سابق كان طرفا النزاع قد وقعا اتفاقاً ينص على السماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية والخروج من المساكن والمستشفيات والأماكن العامة وعدم استخدام المواطنين كدروع بشرية، بالإضافة إلى تمكين الجهات المسؤولة مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر من جمع الموتى وتسجيلهم ودفنهم بالتنسيق مع السلطات المختصة، لكن هذا الاتفاق لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار.