السودان... انتشار الأمراض والأوبئة وارتفاع حاد في العنف الممارس بحق المدنيين
أكد خبراء أمميون أن الحرب المستمرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اتسم بالتجاهل الشامل للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان وأدى إلى مواجهة السكان أوضاعاً كارثية.
مركز الأخبار ـ أدت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى انتشار الأمراض والاوبئة والمجاعة بين السكان، فضلاً عن العنف وانتشار جرائم القتل والاغتصاب التي تتعرض لها الفتيات، في وقت يواجه فيه ملايين النازحين أوضاعاً إنسانية مأساوية.
أصدرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بياناً أمس الأربعاء السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، قالت فيه أن أكثر من 73 شخص لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية والمناطق المجاورة في ولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.
وأشار البيان إلى أن سكان مناطق الجزيرة في السودان يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة الهجمات العنيفة والمستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع، مضيفةً أن مشفى "الصباغ" الريفي الذي تعتبر المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين يعاني من تدفق هائل للمرضى تفوق طاقته الاستيعابية ومن نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وأوضح البيان أن النازحون يعيشون في مدينة حلفا الجديدة وقراها ينامون في العراء دون مأوى أو حتى أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه الشرب النظيفة.
ودعت اللجنة في بيانها المجتمع الدولي والإقليمي بالتدخل بشكل عاجل وفوري لإيقاف هذه المأساة الإنسانية التي يعاني منها النازحون الفارون من ولاية الجزيرة شرق السودان خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أن 135 ألف شخص نزحوا منها إلى الولايات الأخرى.
تفشّي الكوليرا يعمق الأزمة
قال خبراء أمميون إن "الحرب المستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني اتسم بالتجاهل الشامل للقانون الدولي والإنساني وقانون حقوق الإنسان"، مشيرين إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان كارثية في وقت ارتفعت فيه حالات الإصابة بالكوليرا في ولايتي كسلا والنيل الأبيض، بينما اعتبر الخرطوم وكسلا الأكثر تأثراً بحمى الضنك.
وكشف متطوعون في مدينتي حلفا الجديدة وسنار عن عدم تمكنهم من توفير الأدوية والمحاليل الوريدية، ما تسبب بارتفاع عدد الوفيات، وكان مركز الطوارئ قد أرجع زيادة عدد الإصابات بالكوليرا في ولاية كسلا، إلى موجة النزوح الأخيرة التي شهدتها من ولاية الجزيرة مع انخفاض في معدل الإصابة بالكوليرا في بعض الولايات الأخرى.
ولفت المركز في تقرير الوضع الوبائي الذي استعرضه المركز بتسجيل 138 إصابة جديدة بالكوليرا من بينها حالتا وفاة، مضيفاً أن ولاية القضارف سجلت 72 حالة إصابة من جملة الإصابات الجديدة التي شهدتها الولاية.
كما سجلت ولاية الجزيرة 24 حالة إصابة بينها حالتا وفاة، وسجلت ولاية كسلا 17 إصابة، كما تم الكشف عن 10 إصابات في ولاية نهر النيل، وسنار بـ 8 حالات إصابة.
وفي ولاية البحر الأحمر تم تسجيل 7 حالات إصابة بالكوليرا، ليصبح المعدل التراكمي للكوليرا في البلاد 30 ألف و880 حالة إصابة، منها 887 حالة وفاة.
91 إصابة جديدة بحمى الضنك
أفاد تقرير الوضع الوبائي لحمى الضنك عن تسجيل 91 حالة إصابة جديدة في ولاية كسلا، دون غيرها من الولايات، دون ورود تسجيل حالات وفاة جديدة، ليرتفع تراكمي عدد الإصابات إلى أكثر من 6 آلاف حالة إصابة منها 12 حالة وفاة.
ولفت تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إلى أن وباء الكوليرا يواصل انتشاره في كافة أنحاء السودان، ليصل عدد الحالات إلى قرابة 30 ألف حالة، بما في ذلك 836 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في 11 ولاية خلال أقل من 4 أشهر.
وتم تسجيل حالات الإصابة الجديدة بحمى الضنك والكوليرا في ظل الصعوبات التي تتعلق بالحصول على الادوية والمستهلكات الطبية وكيفية إيصالها إلى المناطق المتأثرة بالوباء.
ارتفاع حاد في العنف ضد المدنيين
وأدان خبراء مستقلون في بيان مشترك الارتفاع الحاد في العنف الممارس بحق المدنيين في السودان، حيث أن 11 مليون شخص أكثر من نصفهم من الأطفال أصبحوا نازحين داخلياً.
وأشاروا إلى أن الاستخدام العشوائي للذخائر والغارات الجوية والأسلحة المتفجرة، من قبل جميع الأطراف يتسبب بوقوع إصابات فورية ويعرض حياة المدنيين لخطر الذخائر غير المنفجرة على المدى الطويل، كما أدى الحصار مثل التي فرضت في مدينة الفاشر إضافة إلى القيود الصارمة التي يفرضها الطرفات، على المساعدات الإنسانية.
وأكدوا أن غياب القانون عرض حياة المدنيين لانعدام الأمن والعنف بشكل عام بما في ذلك عمليات السطو المسلح والنهب والابتزاز والعنف الجنسي، إضافة إلى الاشتباكات العنيفة بين المزارعين والرعاة.
وعبر الخبراء عن قلقهم البالغ إزاء احتمال تعرض المدنيين الذي نزحوا في الآونة الأخيرة بسبب الفيضانات الموسمية لتفشي وباء الكوليرا، مؤكدين أن السكان في السودان يواجهون وضعاً مستحيلاً فهو محاصر بين الحرب والمجاعة والكوارث والأمراض.
وطالبوا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى إنهاء هجومهما على المدنيين وضمان الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى البلاد.