السودان... الوضع الإنساني يزداد سوءاً في الشهر الثاني للنزاع

دخل القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شهره الثاني ورغم مساعي التهدئة الدولية والمباحثات التي تدور بين طرفي النزاع في مدينة جدة السعودية فإن المعارك لم تتوقف في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بل ازدادت حدتها.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ يعيش سكان العاصمة السودانية الخرطوم بمدنها الثلاث ظروف إنسانية صعبة بسبب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبحسب المصادر فإن حدة النزاع ووتيرته ازدادت خلال الأيام القليلة الماضية في مواقع عدة خصوصاً منطقة شمال بحري وشرق النيل وجنوب وغرب مدينة أم درمان.

يأتي هذا التصعيد رغم استمرار الجهود الدولية لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين وقعا على اتفاق في جدة بوساطة سعودية أمريكية ينص على حماية المدنيين وتسهيل مرور المساعدات، وذكرت بعض المصادر عن قرب التوصل لاتفاق بين الطرفين لإعلان هدنة برقابة دولية يتم فيها فتح ممرات آمنة للمدنيين.

وفي آخر تقرير لها قالت نقابة الأطباء إن عدد الضحايا من المدنيين ارتفع إلى 833 قتيلاً و3329 مصاب منهم حالته غير مستقرة منذ بدء الصراع في 15 نيسان/أبريل الماضي، ويتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير نظراً لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات، كما أكدت أن 30 مستشفى فقط تعمل بشكل كامل أو جزئي في جميع أنحاء البلاد وهي أيضاً مهددة بالإغلاق بسبب نقص الكادر والإمدادات والمياه والكهرباء، كما تم إخلاء 20 مستشفى بشكل قسري وقصف 17 أخرى، وقالت النقابة إن مجمل المستشفيات المتوقفة عن العمل في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى هي 60 مستشفى حتى الآن.

وعبر بيان لها اتهمت النقابة قوات الدعم السريع بالاعتداء على ثلاث سيارات إسعاف كما قامت باعتقال طبيب وسائقي السيارات واقتيادهم إلى جهة غير مجهولة أثناء قيامهم بنقل أسطوانات أوكسجين للمرضى في إحدى المستشفيات، وقالت النقابة إن استباحة المنشآت الصحية والتضييق على الكوادر فيها وعرقلة مسار عمل الأطباء هي ممارسات مخالفة لكل مواثيق الحروب، وطالبت النقابة بإطلاق سراح الطبيب وسائقي الإسعاف فوراً دون قيد وعدم التعرض للكوادر الطبية والمتطوعين من المدنيين الذين يعملون من أجل التخفيف من آثار النزاع.

وأكدت وزارة الصحة السودانية أن المساعدات التي تصل إلى مطار مدينة بورتسودان التي تقع على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان لا تصل إلى العاصمة والمناطق الأخرى التي يشتد فيها النزاع.

ولا تزال مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم تعاني بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر المياه الصالحة للشرب وكذلك سوء شبكات الاتصالات والانترنت، كما أن المواطنين المحتجزين في منازلهم بسبب القتال والمعارك التي تدور في الشوارع والمناطق السكنية يعانون شح الغذاء وعدم توفر العديد من الأدوية وفي حال توفرها في مكان معين فأنه من الصعب الحصول عليها بسبب خطورة التنقل.

ووفقاً لتغريدة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أن عدد النازحين في السودان بلغ أكثر من مليون شخص منذ بدء القتال في منتصف نيسان/أبريل المنصرم، كما قدرت الأمم المتحدة عدد الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص.