السودان... القتال مستمر وتوقيع اتفاق في جدة

تشهد العاصمة الخرطوم قتال مستمر بين طرفي النزاع في السودان، ولا يزال مستمراً حتى بعد توقيع ممثلي الأطراف المتنازعة اتفاق في مدينة جدة بالسعودية.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ استمر القتال في السودان بعد إعلان توقيع الاتفاق في جدة بين طرفي النزاع، وتعتبر مدينة بحري المواجهات الأعنف والأقوى، فيما حلقت طائرات حربية فوق سماء مدينة أم درمان وسمع صوت مضادات الطائرات بوضوح ودوي القنابل، كما أفاد شهود عيان أن القتال مستمر كذلك في العاصمة الخرطوم.

أبدى المواطنون استياءهم وخيبة أملهم من استمرار القتال بعد توقيع الاتفاق الذي قالوا إنهم كانوا يعولون عليه كثيراً في تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار.

ووفقاً للولايات المتحدة التي هي جزء من الوساطة التي قادت المباحثات في جدة والتي استمرت لمدة أسبوع حتى توقيع الاتفاق فإن هذا الاتفاق هو اتفاق إنساني وليس لوقف إطلاق النار.

وينص الاتفاق الذي اطلعت وكالتنا عليه، على التزام الطرفين بضمان حماية المدنيين في كل الأوقات، ويشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة أماكن القتال إذا أرادوا ذلك في الاتجاه الذي يختارونه، كما يلتزم الطرفين أيضاً بعدم اتخاذ المواطنين كدروع بشرية مما يقضي بخروج القوات العسكرية من المساكن.

بالإضافة إلى عدم استخدام المستشفيات والمرافق العامة والخاصة للأغراض العسكرية، والالتزام بحماية وسائل النقل الطبي كسيارات الإسعاف وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق العامة، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لجمع الجرحى والمرضى وإجلاؤهم بما فيهم المقاتلين دون تمييز والسماح للمنظمات الإنسانية للقيام بذلك.

واتفقا على السماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق وتسهيل المرور الآمن مع ضمان حرية حركة العاملين في المنظمات الإنسانية عبر جميع الطرق المتاحة من خارج البلاد وداخل البلاد وحماية واحترام العاملين والإمدادات والمكاتب والمستودعات وجميع المرافق في المجال الإنساني، بالإضافة إلى تمكين الجهات المسؤولة مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر من جمع الضحايا وتسجيلهم ودفنهم بالتنسيق مع السلطات المختصة.

كما اتفق الطرفان على إعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية الطارئة، والالتزام بجدول للمناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

وقالت نقابة الأطباء (غير حكومية) إن الاشتباكات الأخيرة أسفرت عن مقتل العديد من الضحايا، وبلغ عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات في منتصف نيسان/أبريل الماضي حتى العاشر من أيار/مايو الجاري، بلغ 524 قتيلاً، و2872 جريحاً، وما زال الحصر جاري، وأوضحت أن الكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة بهذا الحصر لصعوبة التنقل والوضع الأمني للبلاد.

ولا يزال سكان العاصمة الخرطوم  يعيشون أوضاعاً صعبة إذ يعانون من انقطاع المياه والكهرباء وعدم توفر الغذاء والدواء نسبة لإغلاق المحال أبوابها وصعوبة التنقل في الطرقات التي لازال القتال فيها مستمراً لليوم الثامن والعشرين على التوالي، ومن المتوقع أن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص يسكنون العاصمة الخرطوم لا يزالون محتجزين في منازلهم بسبب القتال والمعارك التي تدور في الشوارع والمناطق السكنية إذ شكا العديد من المواطنين من عدم توفر العديد من الأدوية وصعوبة الحصول عليها وصعوبة الوصول إلى المستشفيات والخدمات الطبية.