السودان... النزاع يدخل شهره الثالث والأوضاع الإنسانية تتجه نحو الكارثة

اتسعت رقعة المواجهات في مختلف أنحاء السودان مع دخول النزاع شهره الثالث، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص.

مركز الأخبار ـ في الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع الإنسانية في السودان نحو الكارثة، وارتفاع عدد الضحايا، لا تزال الهجمات متواصلة وتحتدم بين الحين والآخر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

بث النزاع الفوضى في العاصمة السودانية الخرطوم، وفجر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني من الاضطرابات منذ فترة طويلة، وانهارت معظم الخدمات الصحية، كما تنقطع إمدادات الكهرباء والمياه كثيراً، وتنتشر أعمال النهب.

ولا تزال العديد من الخدمات الطبية الأساسية غير متوفرة، حيث أصبحت 67% من المستشفيات الواقعة بالقرب من مناطق النزاع خارج الخدمة، وفقاً لنقابة أطباء السودان.

ومن بين 89 مستشفى رئيسي في العاصمة والولايات هنالك 60 مستشفى خارج الخدمة، في حين تعمل 29 بشكل كامل أو جزئي ويقدم بعضها خدمات طبية طارئة فقط، لكنها معرضة لخطر الإغلاق بسبب نقص الطاقم الطبي، والإمدادات والماء والكهرباء.

وبحسب نقابة الأطباء، فقد تم قصف حوالي 17 مستشفى في المناطق التي تشهد النزاع، وإخلاء 21 مستشفى بالقوة، فيما تعرضت 11 سيارة إسعاف للهجوم.

ونزح ما يقارب من 1.9 مليون شخص منذ بدء النزاع في الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي، وفروا إلى مواقع أكثر أماناً داخل البلاد وخارجها.

وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنياً، ولم يتم الإعلان حتى الآن عن الأرقام الحقيقية، فعدد كبير من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها كما أوضح مسؤولون طبيون.

بينما أوضحت وزارة الصحة الاتحادية، أنه منذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل وحتى 6 حزيران/يونيو أودى بحياة ما لا يقل عن 866 شخصاً وأصيب أكثر من 6 آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد.

كما وردت أنباء عن تزايد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي في البلاد، لا سيما العنف الجنسي وعمليات الخطف التي تستهدف النساء والفتيات.

والجدير ذكره أن النزاع الدائر عرقل خطوات الانتقال إلى حكم مدني بعد أربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير، وشب الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن نفذا معاً انقلاباً في عام 2021، على تسلسل القيادة وخطط إعادة هيكلة الجيش خلال الفترة الانتقالية.