السودان... الأوضاع الصحية والإنسانية على شفير الكارثة

مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثالث، تفاقمت الأزمات الإنسانية والصحية والاقتصادية في البلاد، وارتفعت أعداد اللاجئين إلى الدول المجاورة طلباً للأمان.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ منذ اندلاع النزاع في السودان في منتصف الشهر الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أبرمت أكثر من هدنة لوقف إطلاق النار لفترات تراوحت ما بين 48 ساعة و72 ساعة تخللها انتهاكات وخروقات مستمرة.

ناشد المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي وزارعي الكلى، خلال بيان أعلن فيه عن نقص أدوية المناعة لزارعي الكلى، محذراً من خطر فقدان مرضى الكلى لأرواحهم في حال عدم توفير هذه الاحتياجات في غضون 7 أيام.

كما جددت نقابة أطباء السودان تحذيرها من الأوضاع المأساوية في العاصمة الخرطوم وولاية دارفور، معلنةً ارتفاع أعداد الضحايا إلى 447 قتيلاً من المدنيين وإصابة أكثر من ألفي شخص، مشيرةً إلى أن الكثير من الحالات لم يتم تسجيلها نسبة لصعوبة الوصول إلى المستشفيات في ظل الوضع الأمني المتأزم في البلاد.

وأكدت على استمرار توقف جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غربي البلاد عن العمل وتوقف المركز الوحيد لغسيل الكلى في المدينة عن العمل.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء 2 أيار/مايو أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وقالت إنها بحاجة لـ 1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.

وأكد بيان لوزارة خارجية جنوب السودان، على أن الأطراف المتصارعة في السودان وافقت على الهدنة، لبدء مباحثات السلام في أقرب وقت ممكن، والتي ستبدأ ليلة غد الخميس 4 أيار/مايو، على أن تنقضي بحلول 11 الشهر الجاري.

ويشهد السودان صراع دامي منذ نحو أسبوعين تسبب نزوح الآلاف إلى الدول المجاورة، في ظل وضع إنساني كارثي، فيما يعاني من لم يستطع الخروج من البلاد من نقص بالمواد الغذائية وإمدادات الكهرباء والماء، في الوقت الذي أطلقت فيه منظمة الصحة العالمية تحذيراً من انهيار المنظومة الصحية ككل في البلاد، مع توقف أكثر من 60% من المستشفيات عن العمل.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في وقت سابق من أن استمرار أعمال العنف سيؤثر على الرعاية الضرورية والطارئة لحوالي 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.