السودان... 650 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد

بحسب وكالات الأمم المتحدة فأن حالة الأطفال الأكثر ضعفاً في السودان يائسة، ومن المتوقع أن يموت نصف الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من دون التدخل الإنساني العاجل.

مركز الأخبار ـ تنبثق المشاكل التي يواجهها السودان مؤخراً من الانقلاب العسكري الذي حدث في تشرين الأول/أكتوبر في عام 2021 الذي أدى إلى تجميد التمويل الدولي لعمليات الإغاثة وأجبر فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة على خفض الحصص الغذائية إلى النصف في بعض الحالات.

قالت وكالات الأمم المتحدة أمس الجمعة 23 أيلول/سبتمبر إن حالة الأطفال الأكثر ضعفاً في السودان يائسة لدرجة أنه من المتوقع أن يموت نصف هؤلاء اليافعين الذين يعانون من سوء التغذية الحاد دون تدخل إنساني عاجل.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة لليونيسف في السودان مانديب أوبراين "في الوقت الذي نتحدث فيه اليوم، يعاني 650 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم، وإذا لم يتم علاجهم سيموت نصفهم"، وشددت على أن عمال الإغاثة المخضرمين وصفوا الوضع هناك بالأزمة "غير المسبوقة".

وأشارت مانديب أبراين إلى أن "الأزمة تعكس أكثر بكثير من مجرد نقص الغذاء، حيث نفتقر إلى الخدمات الصحية الأساسية والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم إلى حد كبير، التحصين الروتيني للأسف آخذ في الانخفاض في السودان بين عامي 2019 و2021، وتضاعف عدد الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاحات المنقذة للحياة".

وقال إيدي رو المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان أن "الاضطرابات السياسية المستمرة قد أضعفت أيضاً هياكل دعم الدولة للأسر المتعثرة، والتي اضطرت إلى مواجهة الزيادات الهائلة في أسعار المواد الغذائية والعنف بين القبائل".

وأضاف "في الوقت الحالي يتوقع برنامج الأغذية العالمي أن حوالي 15 مليون شخص سيعانون من الجوع كل يوم منذ بدء موسم الجوع، ونقوم الآن بإجراء تقييم لأن مؤشراتنا تتوقع أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 18 مليوناً بحلول نهاية هذا الشهر"، موضحاً "ما زلنا نواجه تزايد حالات عنف ونزاعات بين القبائل، وقد انتشر هذا في الواقع ليس فقط في دارفور، ولكن إلى أجزاء أخرى من البلاد، وكان للحرب الأوكرانية أيضاً تأثير كبير إلى حد ما، وكل هذا في سياق عدم استقرار سياسي في البلاد أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة هذا العام".

من جهته حذر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان أكسل بيسكوب من أن اللاجئين والنازحين داخلياً في البلاد قد شهدوا ارتفاعاً حاداً في تكاليف المعيشة، مضيفاً أن "هذا مرتبط بالآثار المتتالية للحرب في أوكرانيا، والتأثيرات المستمرة لجائحة كوفيد-19، وأنماط الطقس القاسية الناتجة عن أزمة المناخ".

وأوضح أن "السودان يستضيف اليوم حوالي 1.1 مليون لاجئ، وأن الاشتباكات المجتمعية الحديثة هذا العام وحرق ونهب القرى والأسواق والمنازل والماشية في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق قد شردت أكثر من 177 ألف شخص، ولدينا أيضاً حوالي 3.7 مليون نازح داخلياً، وإن الأزمة الإنسانية التي تؤدي في الواقع إلى أزمة غذائية، تؤثر على المجتمعات المهمشة ومن بينها اللاجئون والنازحون".