السكان في السودان بين نيران النزاع وتفشي وباء الكوليرا
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الهجمات المتكررة على مخيمات النازحين في شمال دارفور، وسط تفشي غير مسبوق لوباء الكوليرا الذي أودى بحياة المئات، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد.

مركز الاخبار ـ أدى النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مواجهات عنيفة في العاصمة ومناطق أخرى، وأسفرت الاشتباكات عن أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح الملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، فضلاً عن مقتل الآلاف.
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا أمس الاثنين 18آب/أغسطس عن قلقه إزاء التقارير الواردة عن هجوم مميت آخر على مخيم "أبو شوك"، الذي يعاني قاطنوه من المجاعة، ويقع على مشارف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة في السودان.
وأشار المكتب إلى أن قوات الدعم السريع هاجمت مخيم "أبو الشوك"، الذي يأوي عشرات الآلاف من النازحين الفارين من الهجمات والقتال، مضيفاً أن التقارير الأممية أفادت أن أكثر من 30 مدنياً قتلوا وأصيب أكثر من 100 شخص داخل المخيم منذ أيام.
وأكد المكتب أن الهجوم المميت على المخيم هو الثاني في غضون أسبوع واحد، بعد هجوم وقع قبل أسبوع وأسفر عن مقتل 40 مدنياً.
ونوه إلى أن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء شمال دارفور تتزايد باستمرار بما في ذلك في منطقة طويلة، بعد أن لجأ إليها أكثر من 300 ألف شخص بحثاً عن الأمان منذ نيسان/أبريل الماضي، وبحسب تقييم سريع أجراه المجلس النرويجي للاجئين، فإن حوالي 98% من الأسر النازحة هناك غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية.
وأكد المكتب أن الأمم المتحدة وشركاءها يقدمون مساعدات حيوية كلما وحيثما أمكن، على الرغم من انعدام الأمن وصعوبة الوصول، مشدداً على ضرورة توفير وصول إنساني آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، وحث جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
أسوأ انتشار للكوليرا منذ سنوات
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه تم تسجيل 40 حالة وفاة بوباء الكوليرا في السودان خلال أسبوع واحد فقط، لافتاً إلى أن البلاد تشهد أسوأ انتشار للمرض منذ سنوات بسبب النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأضافت المنظمة أن فرقها قامت بتقديم العلاج لأكثر من 2300 مريض بالكوليرا في إقليم دارفور وحده، لافتاً إلى أن المواطنين يواجهون وباءً جديداً يضاف إلى معاناتهم الممتدة منذ بدء النزاع.
وبحسب تنسيقية النازحين بولاية دارفور، أن العدد التراكمي للإصابات بلغ 4175 حالة إصابة من بينها 73 حالة وفاة، فيما سُجلت 77 إصابة جديدة قبل عدة أيام، مشيراً إلى أن الوباء بدء يتفشى بمعدلات مقلقة وغير مسبوقة في مخيمات طويلة، جبل مرة، نيالا، زالنجي، وشعيرية، مؤكداً أن جهود المنظمات الإنسانية والمتطوعين لا تكفي لمواجهة التحديات المتمثلة في تزايد الإصابات ونقص الإمدادات.