'السجينات السياسيات تعبرن عن إرادة المرأة'

في مواجهة الانتفاضة الثورية Jin Jiyan Azadî، تحاول السلطات الإيرانية منع انتشار النضال من خلال زيادة الضغط على الناشطين والسجناء السياسيين.

لانا محمدي

أرومية ـ وضع المرأة في إيران يرثى له، ولطالما واجهت المرأة الكردية أحكاماً غير عادلة في إيران بسبب الاختلافات الفكرية والأيديولوجية، فبخشان عزيزي، وزينب جلاليان، ونرجس محمدي، ووريشة مرادي وغيرهن من السجينات محتجزات في السجون الإيرانية لفترة طويلة، وهو حكم غير قانوني وغير إنساني.

وجهت مجموعة من الصحفيين والكتاب والناشطات النسويات من داخل إيران وكردستان رسائل احتجاجية للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن النساء، ويعتقد معظم الناشطين أن هذه الأحكام غير عادلة وأحكام مشددة ضد الناشطات.

قالت إحدى الناشطات من مدينة أورمية فضلت عدم الكشف عن هويتها عن السجينات وماذا تمثلن للمرأة الكردية معتبرةً أن "إصدار مثل هذه الأحكام هو أمر سياسي وقمعي بالكامل، ويظهر أن النظام يحاول إسكات أصوات النساء المناضلات والمطالبات بالحرية تحت أي ذريعة، ويستخدم التعذيب وحكم الإعدام كعقوبة خطيرة جداً على الناشطين السياسيين والاجتماعيين الذين يدافعون عن حقوق الناس، وخاصة النساء والمجموعات العرقية المضطهدة، وبالنسبة للنساء، هذه الجملة هي نوع من أدوات الترهيب ومحاولة لبث الخوف في قلوب الناشطات الأخريات".

وترى أن هدف السلطات الإيرانية من إصدار مثل هذه الأحكام كسر إرادة المرأة الكردية "إن العقوبات بحق هؤلاء الناشطات والمثقفات ليس لشخصهن فقط فهن رمز لمقاومة المرأة الكردية ضد الظلم وعدم المساواة"، لافتةً إلى أن "من خلال الاحتجاج ضد النظام الأبوي والمعادي للنساء، فقد نقلن النضال من أجل حقوق المرأة إلى مرحلة جديدة، والسلطة تخشى وجود مثل هؤلاء النساء، لأنهن بالاعتماد على هويتهن وإرادتهن القوية، فتحن طريقاً للحرية والبحث عن العدالة، وهو ما له أثر عميق على وعي المرأة والمجتمع".

وعن دور المجتمع الدولي في هذه القضية لفتت "نتوقع من المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان أن تتفاعل بجدية أكبر مع هذه الحالات، مثل قضية بخشان عزيزي وزينب جلاليان ووريشة مرادي، وممارسة المزيد من الضغوط على النظام الإيراني".

وأكدت أن "الأحكام الجائرة مثل التعذيب والإعدام والسجن المؤبد لا تشكل انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان فحسب، بل هي أيضاً محاولة لتطبيع اضطهاد المرأة، وخاصة المرأة الكردية، ونريد من المؤسسات الدولية، وخاصة منظمات حقوق الإنسان، ألا تلتزم الصمت في هذه الحالات، ونطلب إنهاء هذه الأحكام الظالمة".

واختتمت برسالة للنساء والناشطين في إيران والعالم "رسالتي هي أن الصمت في وجه الظلم لن يؤدي إلا إلى تعزيز القمع، فالسجناء أظهروا لنا أنه حتى في السجن يمكنك الاستمرار في القتال بشجاعة وقوة، ويجب أن نكون صوتهم وألا ندع هذا النضال يصمت، ويجب أن نقف متحدين ونظهر أن المرأة ليست صامتة في وجه القمع والطغيان".