'السجناء المرضى محرمون من جميع حقوقهم'
يتخذ المعهد الطبي الشرعي في تركيا موقفاً متحيزاً تجاه السجناء الكرد على وجه الخصوص حيث يقوم بإصدار تقارير تفيد بأنه بإمكان المعتقلين المرضى البقاء في السجن ليفقدوا بذلك حق البقاء على قيد الحياة وتلقي العلاج.
مدينة مامد أوغلو
جوليك ـ وفقاً لمعطيات منظمة حقوق الإنسان، هناك قرابة 1571 معتقل/ة مريض في السجون التركية، من بينهم 651 سجيناً/ة في حالة خطيرة، وعلى الرغم من كل التدخلات والمحاولات إلا أنه لم يتم الإفراج عنهم ليفقد الكثير منهم على آثرها حياتهم.
الهويات السياسية للسجناء لها تأثير كبير على العديد من النواحي منها الحصول على العلاج والإفراج عنهم، فلا يزال هناك العديد من السجناء المصابين بأمراض خطيرة يمكثون في السجن نتيجة التقارير "الخطيرة" الصادرة عن معهد الطب الشرعي، فخلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري توفي ١٥ سجيناً مريضاً، من بينهم السجين شاكر توران الذي كان يعاني من مرض سرطان الحنجرة والمعتقل في سجن أزربيجان المغلق، وفقد حياته في الآونة الأخيرة لعدم تلقيه العلاج والإفراج عنه.
أوزكي أوزبك التي حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا الحادية عشرة في أنقرة عام ٢٠١١ بالسجن لمدة ستة أعوام وثلاثة أشهر بتهمة "الانتماء لمنظمة" تعاني من ورم في الدماغ خضعت لعملية دماغ مفتوحة في مشفى اجيبادم بإسطنبول في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2020 وبعد خضوعها للعملية قامت المحكمة العليا بالموافقة على الحكم الصادر بحقها، ونتيجة لطلب الذي قدم لتأجيل تنفيذ الحكم توصل مجلس الصحة في مشفى داريجا للتدريب والبحوث التابع لوزارة الصحة وقدم تقريره في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر لعام ٢٠٢١ الذي أفاد بأن بقاء أوزكي أوزبك في السجن غير مناسب لوضعها الصحي ومع ذلك ورغم التقرير، أصدر معهد الطب الشرعي في إسطنبول تقريرا يفيد بأن بإمكانها البقاء في السجن ليتم اعتقالها وأرسالها إلى السجن.
تعاني السجينة أوزكي أوربك من أورام عديدة في دماغها، تم تشخيصها بالصرع، وتعاني دائماً من صداع مستمر وفقدان للتوازن بسبب مرضها في السجن رغم كل ذلك لا تستطيع أيضاً التواصل مع عائلتها عبر الهاتف، تعاني ايضاً ضعف في السمع، وفي العاشر من تموز/يوليو أغمي عليها بسبب فقدانها للتوازن وأثناء وقوعها ضٌرب رأسها في الأرض لتنقل على آثرها إلى المشفى وتم أعادتها للسجن دون الأخذ بالمخاطر التي تهدد حياتها.
وحول هذا الموضوع تقول إحدى أقارب السجينة مهربيان أكنجي التي واجهت صعوبة كبيرة للوصول إليها والحديث معها أن حالة أوزكي أوزبك الصحية خطيرة حيث تعاني من حوالي عشرة أورام في دماغها، و ورم في عينها، بالإضافة أنها تعاني من ضعف في السمع بنسبة ٧٨%، وخلال فترة بقائها في السجن انتشر مرضها وتفاقم بسرعة أكبر إلا أنه رغم ذلك لا يتم الأفراج عنها لتواجه الموت داخل السجن، في إحدى المرات سقطت وضرب راسها في الأرض وأدخلت على آثرها إلى المشفى.
وأشارت إلى أن السجناء المرضى محرومون من جميع حقوقهم داخل السجون ولا يمكنهم الحصول على العلاج اللازم، "هناك الآلاف من السجناء المرضى مثل أوزكى أوزبك، إن السياسة المطبقة على محمد أمين أوزكان يتم تطبيقها على آلاف السجناء المرضى أيضاً، يجب عليهم إطلاق سراح المعتقلين الذين يعانون من أمراض خطيرة في أسرع وقت ممكن، لا يجوز عزلهم عن الحياة فهناك الآلاف من السجناء لا يمكنهم الحصول على العلاج الصحي أو الأدوية داخل السجون نتيجةً لذلك يفقد العديد منهم حياتهم ، إلى متى سيستمر الوضع هكذا يناضل السجناء دائماً للبقاء على قيد الحياة رغم حرمانهم من كافة حقوقهم.
ولفتت إلى أن معهد الطب الشرعي اتخذ موقفا متحيزاً في تقارير المعتقلين الكرد على الرغم من تقارير المشفى الذي يثبت بأن ليس بإمكان السجين المريض البقاء في السجن، ويقوم معهد الطب الشرعي باتخاذ قرارات معاكسة تماماً دون النظر في خطورة الأمراض حتى، هذه السياسة تطبق على الكرد فقط، يقومون بانتهاك حقوق السجناء بالبقاء على قيد الحياة حكم على أوزكى أوزبك، بالسجن لمدة ٦ سنوات و٣ أشهر كل ذلك بسبب حضورها مؤتمراً صحفياً أثناء دراستها في الجامعة، اعتقلت بشكل غير قانوني لا تتمكن الآن من التمتع بحقها في الصحة داخل السجن، وعلى وزارة العدل القيام بمسؤولياتها وواجباتها بشأن السجناء المرضى واتخاذ خطوات فعالة تجاههم بأسرع وقت.