الصحفيات تتعرضن للانتهاكات في ظل حكم طالبان

شددت الصحفية (س. ح) على ضرورة اتحاد الصحفيين والصحفيات في أفغانستان من أجل إيصال صوت الشعب إلى المجتمع الدولي.

بهاران لهيب

كابول ـ يصادف الثامن عشر من آذار/مارس من كل عام، اليوم الوطني للصحفيين الأفغان وهم الفئة الأكثر ضعفاً بعد النساء في مجتمعات مثل أفغانستان، ومع عودة طالبان إلى الحكم أصبح وضع الصحفيين أسوء مما كان عليه.  

في نهاية عام 2022، نشرت منظمة "دعم الإعلام الأفغاني" في تقريرها السنوي أنه من بين 132 حادثة سجلتها المنظمة في العام الحالي بحق الصحفيين والصحفيات، قُتل اثنان منهم، وتوفي ثلاث، وأصيب اثنان، واستدعي ثلاث، وخمس حالات اختفاء، و22 صحفي تعرض للضرب، و46 حالة تهديد وإهانة، واعتقال 49 صحفي/ـة.

وعلى الرغم من أنه في العام الماضي، فقد مئات الصحفيين/ات والعاملين/ات في مجال الإعلام وظائفهم، وأكثر من 50% في وسائل الإعلام المرئية، وما يقارب 48% في وسائل الإعلام السمعية، كما أوقفت جميع وسائل الإعلام المطبوعة، و80% من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام على الإنترنت أو حدت من منشوراتها.

وفي جزء من هذا التقرير، يذكر أنه خلال عام 2022، سجل مركز الصحفيين الأفغان ما لا يقل عن 260 حالة انتهاك لحرية الإعلام والصحفيين/ات، بما في ذلك التهديدات والاعتقالات والعنف الممارس عليهم. كما وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" أفغانستان بأنها أخطر بلد للصحفيين/ات.

وعن وضع الصحفيين في ظل حكم طالبان قالت لوكالتنا الصحفية (س. ح) والتي تعمل مع إحدى وسائل الإعلام الخاصة في العاصمة الأفغانية كابول منذ أربع سنوات "إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجهنا في البلاد كصحفيات عدم الوصول إلى المعلومات والموارد، بالإضافة إلى عدم توفر الأمان. لا تسمح سلطات طالبان لمعظم الصحفيات بتغطية الأخبار في برامجهن".

قبل عودة طالبان إلى السلطة، لم يكن الصحفيين في وضع أمني جيد وكانوا مستهدفين بهجمات انتحارية وألغام على جوانب الطرق وجرائم قتل غامضة، وتعرضوا للتهديد بالقتل من قبل كبار المسؤولين في حكومتي حامد كرزي وخليفته أشرف غني.

وأضافت (س. ح) "عمل الصحفي صعب في أي موقف، لكن من المهم أن يكتب التقارير بصدق. أنا مهتمة بإعداد تقرير عن الوضع السيئ للشعب، الذي تحاول طالبان عادة إخفاءه".

وأشارت إلى أنه "منذ إعادة تشكيل حكومة طالبان، كان المسؤولين يزورون وسائل الإعلام ويفحصون جميع التقارير، وإذا لم يعجبهم يقومون بحذفه. كما أجبروا الصحفيات على ارتداء أقنعة سوداء للظهور في البرامج".

وفي ختام حديثها شددت الصحفية (س. ح) على ضرورة اتحاد الصحفيين والصحفيات في أفغانستان من أجل إيصال صوت الناس إلى المجتمع الدولي، وعكس الأخبار بدقة من أجل أن "يعيش جميع الناس في البلاد بسلام وأمان".