الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز
في اليوم العالمي لحرية الصحافة سلسلة من الانتهاكات الممنهحة تطال الصحفيات الفلسطينيات، وعدم مواءمة القوانين والمواثيق الدولية تحت وطأة الحرب المستمرة.
نغم كراجة
غزة ـ "تحت ظروف النزاع في غزة تواجه الصحفيات معاناة مضاعفة تضعهن في دائرة الشعور بالظلم والضغط النفسي، من عدم تقديرهن " بهذه الكلمات أكدت الصحفية مروة مسلم على أنهن كصحفيات تعانين من سياسة التمييز والإقصاء داخل المؤسسات والشبكات الإعلامية.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يتجلى الواقع المرير الذي يواجهه الصحفيين/ات، خاصةً في مناطق الصراع كما هو الحال في قطاع غزة، كما تعكس حالة الصحفية الفلسطينية مروة مسلم التي تم فصلها تعسفياً من عملها بإذاعة راديو الشباب، الصورة الصادمة لتمييز المؤسسات الإعلامية والفصل التعسفي وإقالتها بدون سبب.
تقول الصحفية مروة مسلم "بعد ثلاثة سنوات من العمل الجاد والمتفاني في الإذاعة لم يكن هناك أي شكل من التقدير لمجهودي وإنجازاتي حيث تم قطع راتبي الشهري منذ بدء الحرب بحجة أنني متوقفة عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية الطارئة في منطقة الشمال، لأتفاجىء فيما بعد أن مدير العمل يرسل إشعاراً رسمياً في منصف شهر نيسان، بفصلي تماماً من الإذاعة دون إبداء أسباب واضحة ومنطقية"
وأشارت إلى أن الطاقم الإداري في الإذاعة فصل ثمانية صحفيات بنفس الآلية دون وجود سبب حقيقي لسياسة الفصل التعسفي، مؤكدةً أن الصحفيات في قطاع غزة تواجهن تحديات مزدوجة مع اقتراب دخول الحرب شهرها الثامن على التوالي، حيث تتعرضن للاعتداءات والاعتقالات التعسفية من قبل القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتهن للأحداث، ويتم احتجازهن بشكل غير قانوني ومحاكمتهن بتهم ملفقة، كل ذلك ضاعف من الضغوطات النفسية والاجتماعية والمصاعب الحياتية التي تتكبدهن، وهذا الحال كذلك في الضفة الغربية.0
وأوضحت أن الصحفيات في غزة والضفة الغربية تواجهن تضييقاً صارخاً على حرية التعبير والكتابة، فتتعرضن للتهديدات والمحاكمات بسبب آرائهن السياسية أو تقاريرهن، ويتم ملاحقتهن بين حين وآخر "تعتبر حرية الصحافة في فلسطين تحت النار ومهب الريح".
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية، لا تزال مستمرة باستهداف الممتلكات الإعلامية في غزة، بما في ذلك مكاتب الصحف والقنوات الفضائية ومصادرة أجهزة ومعدات الصحفيين/ات، مما يؤثر على قدرتهن على تقديم التغطية الصحفية بشكل فعال، مبينة أن هذه السياسات الممنهجة تسعى إلى تقييد دور الصحفيات على وجه الخصوص في نقل الحقيقة وتوثيق الأحداث، وتعرقل جهودهن في تحقيق العدالة والشفافية في المنطقة.
وأضافت أن هناك تحديات في الوصول إلى المصادر بسبب القيود الأمنية والاعتداءات المتكررة "قد يكون من الصعب على الصحفيات الوصول إلى المصادر الموثوقة وتوثيق الأحداث بشكل دقيق وضمان وصولها إلى العالم".
وتحت ظروف النزاع في غزة، تواجه الصحفيات معاناة تضعهن في دائرة الشعور بالظلم والضغط النفسي، تتمثل في تدني الأجور وعدم مواكبتها للتكاليف المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار والمقومات بسبب الحصار وإغلاق المعابر جراء الحرب المستمرة، ومن جهة أخرى تعانين من عدم تقديرهن رغم مجازفتهن بأرواحهن خلال تغطية الأحداث وإعداد التقارير والاحصائيات، إضافة إلى مواجهتهن لسياسات التمييز والإقصاء داخل المؤسسات والشبكات الإعلامية وفقاً لما بينته مروة مسلم.
وقالت أنه "كصحفيات فلسطينيات نعيش تحت وطأة الحرب الشرسة التي لا تنقطع وتداعيات خانقة على جميع الأصعدة، كما ونتعرض لصعوبات هائلة في ممارسة مهنتنا بشكل آمن لا يمكن لأحد تصورها عند شرحها، لذا من واجب المجتمع الدولي والمؤسسات الإعلامية دعم الصحفيات في غزة وتوفير بيئة عمل آمنة ومواتية لنا في ظل النزاعات مع ضمان حقوقنا في دوائر العمل"، مشددة على أهمية دعم الصحفيات الفلسطينيات كضرورة ملحة على الصعيد المحلي والإقليمي، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضدهن وتحقيق حماية شاملة كما هو مشرع في القوانين والمواثيق الدولية.