العروس فيلم يسلط الضوء على ظاهرة زواج القاصرات برواندا

سلط فيلم "العروس" للمخرجة الرواندية مريام بيرارا الضوء على ظاهرة زواج القاصرات برواندا، حيث تُجبر الفتيات على التخلي عن الدراسة والزواج المبكر الذي يسمى "غوتيرورا".

رجاء خيرات

المغرب ـ أكدت المخرجة الرواندية مريام بيرارا، أن الفترة التي تلت الإبادة الجماعية ضد أقليات "التوتسي"، شهدت ظواهر اجتماعية عانت منها النساء، حيث كانت الفتيات تجبرن على الزواج التقليدي وتخضعن لما يسمى ب"غوتيرورا"، وهو ما يجسده فيلمها "العروس". 

وتشارك المخرجة مريام بيرارا في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بدورته الـ 24بفيلمها الروائي الطويل "العروس" الذي تم عرضه مساء أمس الاثنين 13أيار/مايو خلال المهرجان.

وقالت إنه على الرغم من التقدم الذي حققته النساء برواندا، حيث تمثلن أعلى نسبة داخل البرلمان بـ 60% تقريباً من النساء، إلا أنهن لازلن تصطدمن بواقع لا يرقى لتطلعاتهن، وهو وضع كرسته ظروف الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا خلال عام 1994والتي راح ضحيتها آلاف الرجال والنساء والأطفال، لافتةً إلى أن الحكومة الراوندية رغم الجهود التي تقوم بها من أجل أن تنال النساء حقوقهن بفضل القوانين الصادرة لحمايتهن، إلا أنهن مطالبات بأن تنهضن بواقعهن وتأخذن بزمام الأمور.

وشددت على ضرورة تغيير العقليات والثقافة السائدة التي خلفتها أحداث الإبادة الجماعية الدموية، حيث تبقى القوانين غير كافية لتحقيق المساواة وتغيير واقع النساء برواندا.

وعن ظاهرة زواج القاصرات أوضحت مريام بيرارا، أنها لم تعد موجودة بالشكل الذي كانت عليه في السابق، لكن الصمت الذي يلف الظاهرة والمعاناة التي لازالت تعاني منها العديد من النساء الروانديات دون أن تقضين على البوح بما عشنه بعد أحداث الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد، هو ما دفعها لإماطة اللثام عن هذا المسكوت عنه، كنوع من رد الاعتبار لهؤلاء النساء اللواتي أجبرن على الزواج المبكر، وحرمن من تحقيق أحلامهن ومشاريعهن الخاصة.

وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى "إيفا" كانت تحلم بأن تلتحق بكلية الطب، لكن سرعان ما تنقلب حياتها بعد أن يتم اختطافها من طرف مجهولين وتتعرض للاغتصاب، لتجد نفسها مجبرة على الزواج التقليدي المبكر يسمى "غوتيرورا"، حيث تتخلى عنها عائلتها المحافظة وتجبرها على التخلي عن حلمها بأن تلتحق بكلية الطب، لتجد نفسها مع زوج لا تكن له أية مشاعر.

وتتعرض "إيفا" أثناء رحلة الزواج الإجباري لاغتصاب زوجي متكرر، بسبب رغبة الزوج في الإنجاب بعد أن تعرضت عائلته للإبادة، وسعيه لأن يستمر نسله، وفي خضم الحياة الجديدة التي تقلبها "إيفا" على مضض تتوطد علاقتها بابنة عم زوجها التي تعيش معه في نفس البيت، وتنشأ بينهما صداقة تبدد من العذاب اليومي الذي تعيشه "إيفا" رفقة الزوج، لتكتشف التاريخ المأساوي لعائلته التي أُبيدت عن آخرها، حيث تتملكها الحيرة بين أن تبقى إلى جانبه أو ترحل.

وتقضي "إيفا" أياما في حيرتها إلى أن تتوصل برسالة من الجامعة تخبرها أنه تم قبولها لولوج كلية الطب، لتقرر أن تترك الزوج وتلتحق بالجامعة لتحقيق حلمها.

وتعتبر مريام بيرارا مخرجة وكاتبة سيناريو وفنانة تشكيلية رواندية، حيث بدأت العمل في السينما عام 2010 عندما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية، أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة، من بينها "إيموهيرا" عام 2021 الذي تم اختياره في مهرجان لوكارنو السينمائي وحصل على جائزة، كما تم اختيار فيلم "العروس" عام 2023 لعرضه في برلينالة، حيث حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي طويل أول، وتم تكريمه في مهرجان لاس بالماس الدولي بجائزة السيدة الفضية "Harimaguada" وجائزة "Cima".