القطاع الصحي في السودان ينهار تحت وطأة الأمراض والنزاع المسلح
يشهد السودان تفاقماً خطيراً في الأوضاع الصحية مع تسجيل 50 ألف إصابة جديدة بالملاريا وتدهور الخدمات الطبية، في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات بحق الكوادر الطبية حيث بلغ عدد الضحايا من العاملين في المجال الصحي 233 قتيلاً منذ اندلاع النزاع.

السودان ـ تواجه المراكز الصحية في السودان أزمات متفاقمة نتيجة الضغط المتزايد على المستشفيات والانهيار الجزئي في منظومة الخدمات الطبية، بالتزامن مع تعرض الكوادر الطبية لاعتداءات واستهداف مباشر يهدد سلامتهم ويعيق أداءهم المهني.
أعلن مركز الطوارئ الاتحادي بوزارة الصحة الاتحادية بالسودان أمس الثلاثاء الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر عن ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بوباء الملاريا، حيث سجل مؤخراً 50 ألف إصابة جديدة.
وبحسب بيان المركز، فإن الأوضاع الصحية في البلاد تشهد تدهوراً كبيراً خلال الأسبوع الأربعين للفترة من الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري وحتى العاشر من الشهر ذاته.
ووفق تقرير الترصد والمعلومات هناك انخفاض في معدل الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك مقابل زيادة ملحوظة في الملاريا، حيث سجلت البلاد 3 آلاف و473 إصابة بحمى الضنك في ثماني ولايات، أبرزها الخرطوم، الجزيرة، كسلا، والنيل الأبيض، بينها 29 حالة وفاة.
كما بلغت إصابات الكوليرا 611 حالة من 15 ولاية، تصدرتها شمال كردفان وجنوب كردفان وجنوب دارفور ووسط وشرق دارفور، في حين تم تسجيل 50 ألف إصابة موجبة بالملاريا، و138 إصابة بالكبد الوبائي بينها حالة وفاة واحدة، أغلبها بولاية الجزيرة.
وأشار التقرير إلى تأثر ولايات نهر النيل، غرب كردفان، الجزيرة، النيل الأبيض، الخرطوم، البحر الأحمر، وشمال كردفان بالأمطار الموسمية والتي بدأت في الفترة ما بين 11ـ 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مع عرض أبرز التدخلات والتحديات والحلول المقترحة.
ويشهد السودان تدهوراً واسعاً في الأوضاع الصحية منذ اندلاع النزاع منتصف نيسان/أبريل عام 2023 حيث تضررت البنية التحتية للقطاع الصحي وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل في مناطق النزاع، فيما تعمل المرافق المتبقية بطاقتها الدنيا وسط نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، لا سيما في المناطق التي لا تزال تعاني من النزاع.
مقتل 233 كادراً طبياً
وأعلنت شبكة أطباء السودان عن ارتفاع عدد الكوادر الطبية الذين فقدوا حياتهم منذ اندلاع النزاع إلى 233 قتيلا وذلك بعد استهداف قوات الدعم السريع طبيب داخل منزله شرق ولاية النيل، مشيرةً إلى أن استهداف الأطباء والمنشآت والمناطق المدنية بهذا الشكل الوحشي يعكس طبيعة ما تقوم به قوات الدعم السريع التي جعلت من القتل والترويع وسيلة لبسط نفوذها، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية.
وأوضحت الشبكة أن دماء الضحايا من الكوادر الطبية والمواطنين الأبرياء لن تذهب هدراً، داعيةً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لحمل مسؤوليتها الكاملة في إدانة ومحاسبة قوات الدعم السريع على جرائمها المستمرة بحق الشعب السوداني.