'العقد الاجتماعي يحمي تاريخ وثقافة جميع مكونات الشعب'

أكدت نساء الأرمن أن العقد الاجتماعي تم صياغته بإرادة ورأي جميع مكونات المجتمع لأنه الحل من أجل حماية حقوقهم وإنجازاتهم وجميع المشاكل في المنطقة، منددات بهجمات الاحتلال التركي والصمت الدولي حيالها.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ إن الهدف من هجمات الاحتلال التركي الأخيرة التي طالت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا هو منع تطبيق العقد الاجتماعي الذي يضمن حقوق جميع مكونات المجتمع في المنطقة الذين يتمتعون بحقوق متساوية في تنظيم وإدارة أنفسهم.

أعلن المجلس العام للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا في 12 كانون الأول/ديسمبر الجاري، عن العقد الاجتماعي الذي يتكون من 134 مادة، معتمدةً على نموذج الأمة الديمقراطية لحرية المرأة والمجتمع، وجاء في الفقرة 6 أنه في إقليم شمال وشرق سوريا يتمتع الكرد والعرب والسريان والأرمن بحقوق متساوية ولهم الحق في تنظيم وقيادة حياتهم بلغتهم وثقافتهم، وبعد توقيع العقد هاجم الاحتلال التركي المنطقة، وأدانت النساء الأرمنيات الهجوم.

وحول هذا الموضوع قالت آربي كسبريان "تم صياغة العقد الاجتماعي لحماية حقوق المجتمع وتم كتابته برأي الشعب وإرادته، ونحن نعتبرها خطوة مقدسة وخاصةً كشعب أرمني لأننا من خلال العقد سنتمكن من حماية وجودنا ونقول للعالم أجمع أننا موجودون"، لافتةً إلى أن "إحدى البنود المكتوبة في العقد تنص على أنه لكل مكون الحق في تنظيم وإجراء أنشطته بلغته وثقافته الخاصة، وهذه فرصة لنا لإحياء تاريخنا ولغتنا وثقافتنا، كما يدل على أن نظام الإدارة الذاتية هو النظام الأكثر ديمقراطية، وأن العديد من الدول تنادي بالديمقراطية لكن على أرض الواقع لا يوجد فيها أي ديمقراطية، لو كانت هناك دولة ديمقراطية حقاً لما تعرضنا لكل هذه المجازر".

وأدانت هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، موضحةً "بعد اتخاذ خطوة مقدسة بتوقيع العقد الاجتماعي الجديد هاجم الاحتلال التركي المنطقة مرة أخرى، تركزت جميع هجماتها على البنية التحتية والمنشآت الخدمية، إنها بذلك تريد كسر إرادة الشعب"، لافتةً إلى أنهم كشعب أرمني سيقاومون ويقفون إلى جانب الكرد والعرب والسريان حتى النهاية، "لن ننسى ما فعله الاحتلال التركي بالأرمن عبر التاريخ، إن الألم والخسارة التي يعاني منها الشعب الأرمني الآن كانت بسبب المذبحة التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحقنا".

ومن جانبها أكدت ماري إردميان على أن العقد الاجتماعي هو الحل للمشاكل في المنطقة لكن هجمات الاحتلال التركي لا تفسح المجال لحلها "تم توقيع هذا العقد بناءً على آراء جميع الأطراف والمكونات من أجل حماية الحقوق والإنجازات، لذلك يفتح هذا العقد الطريق أمام أهالي المنطقة لتنظيم أنفسهم على هذا الأساس، لكننا نرى أن هجمات الاحتلال التركي تهدف إلى تعميقها"، لافتةً إلى أن الأرمن يدينون سياسة الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب في المنطقة "سنقاوم الهجمات وندافع عن أرضنا".