القائد أوجلان لأمهات السلام: أنتن في قلب النضال
وجّه القائد عبد الله أوجلان رسالة خلال مؤتمر أمهات السلام الثالث، مشيداً بدور المرأة في بناء الوعي والنضال من أجل الحرية، داعياً إلى تجاوز الأدوار التقليدية نحو حياة جماعية ديمقراطية قائمة على الفكر الحر والسلام.

مركز الأخبار ـ أكد القائد عبد الله أوجلان في رسالته على الدور الريادي لأمهات السلام في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مشدداً على ضرورة تجاوز الأدوار التقليدية المفروضة على المرأة، والدفاع عن هويتها كامرأة حرة.
بعد مرور اثني عشر عاماً، نظّمت أمهات السلام مؤتمرهن الثالث في مدينة آمد (ديار بكر) شمال كردستان، تحت شعار "اليوم الديمقراطي هو طريقنا نحو السلام" شارك في المؤتمر عدد من أمهات السلام، وعضوات حركة المرأة الحرة (TJA)، وممثلي المنظمات الإقليمية والرؤساء المشتركين لحزب الشعوب والمساواة والديمقراطية (DEM) على مستوى الولايات والمقاطعات، والمتحدثة باسم الحزب عائشة غول دوغان، بالإضافة إلى ممثلي حزب المناطق الديمقراطية (DBP) ومنظمات المجتمع المدني.
ويستمر المؤتمر على مدار يومين، وقد زُيّنت قاعة المؤتمر بلافتات تعبّر عن روح النضال، كما تضمّن البرنامج عرضاً مرئياً يوثّق مسيرة كفاح أمهات السلام، مسلطاً الضوء على دورهن في تعزيز قيم الديمقراطية والسلام.
عقب ذلك، تمّت قراءة رسالة من القائد عبد الله أوجلان، عبّر فيها عن تقديره العميق لدور الأم في تشكيل الوعي الإنساني، قائلاً "تعلمتُ من والدتي أكثر ما تعلمتُ حقيقة الحياة، والصبر، والأهم من ذلك كله، الموقف النبيل والمستقيم، أحيي أمهات السلام صاحبات هذا الموقف النبيل والمستقيم، وأتمنى لكنّ النجاح في مؤتمركن، يجب على المرأة أن تعيش كما تشاء، لكنها تحتاج أيضاً إلى التحلي بالشجاعة في حياة حرة، احتراماً للمرأة، اعتمدتُ مبدأ أن "الحرية تبدأ بالفكر".
"مكانكن في نضالنا لا جدال فيه"
وقال القائد أوجلان في رسالته "كأمهات سلام، أنتن في قلب النضال من أجل السلام والدفاع عن الحياة، وقد شكل حضوركن الدائم ركيزة أساسية في مسيرتنا نحو الحرية والعدالة، لا شك أن دوركن كأمهات يحمل قيمة عظيمة لا يمكن إنكارها، لكن من المهم أيضًا تجاوز الأدوار التقليدية التي يفرضها المجتمع، كالأمومة والزوجية، والتي كثيراً ما تُستخدم لتقييد المرأة داخل قوالب نمطية".
وأكد إن نضالكن يجب أن يشمل الدفاع عن هويتكن كامرأة حرة، واعية، مستقلة، قادرة على اتخاذ القرار والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع ديمقراطي، فوعي المرأة بذاتها وبحقوقها وبقدرتها على التغيير هو أساس التحرر الحقيقي، وهو ما يجعل منكن ليس فقط أمهات للسلام، بل أيضاً رائدات في مسيرة التحرر النسوي والاجتماعي.
وأوضح أن "هذه المنطقة التي شهدت نشوء أول مجتمع أمومي في التاريخ، كانت أيضاً مسرحاً لأولى التناقضات والمشاكل الاجتماعية، ففيها بدأت أولى مظاهر الاستعباد حين تم استعباد المرأة، وهو ما اعتبره نقطة البداية الحقيقية لانحدار المجتمع"، وأكد أن استعباد المرأة واستعباد المجتمع هما عمليتان متلازمتان، وأنه خلافاً لما هو شائع، فإن الاستعباد لم يبدأ مع نشوء الدولة، بل مع إخضاع المرأة وسلب حريتها "هذا التناقض الأساسي الذي نشأ منذ تلك اللحظة لا يزال يشكّل جوهر المشاكل الاجتماعية التي نواجهها اليوم".
الحل يكمن في بناء حياة جماعية ديمقراطية
وفي ختام رسالته، شدّد القائد عبد الله أوجلان على أن "الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي، التي أُطلقت في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، لا تقتصر على كونها نداءً سياسياً، بل تحمل في طياتها مسؤوليات وواجبات ملقاة على عاتق الحركة النسائية وأمهات السلام"، مؤكداً أن بداية عصر جديد تتطلب تنظيم حياة اشتراكية تقوم على أسس جماعية وديمقراطية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر السلام، واختتم بتحية حارة لأمهات السلام، متمنياً لهن النجاح في مسيرتهن النضالية وعملهن المستمر من أجل مستقبل أكثر عدالة وإنسانية.