العنف الإلكتروني وتأثيره على النساء... انطلاق ملتقى إقليمي في الأردن

انطلق الملتقى الإقليمي المعني بمناقشة واقع العنف الإلكتروني الممارس على النساء وسبل الوقاية منه، وكذلك الحلول الممكنة لوقف الانتهاكات التي تؤثر على وجودهن في الفضاء الإلكتروني، وتهدد نجاحهن في كثير من الأحيان، بل وحياتهن كذلك.

أسماء فتحي

عمّان ـ تطرق الملتقى الإقليمي المخصص لمناقشة واقع العنف الإلكتروني الممارس على النساء لعدد كبير من النقاشات منها ما هو بحثي تم خلاله استعراض الأبحاث التي تم إعدادها من قبل مؤسسة "سيكديف" وشركائها في أكثر من 12 دولة، وأيضاً الجانب القانوني في عدد من الدول، وكذلك النفسي الاجتماعي في اليوم الأول من انعقاده.

يستهدف الملتقى فهم أعمق لواقع العنف الرقمي ضد المرأة وتعزيز إقامة مجتمع إقليمي يعمل على توفير المعرفة والدعم التقني والقانوني والنفسي للناجيات من هذا النوع من العنف تم عقد الملتقى الإقليمي حول العنف بالعاصمة الأردنية عمّان.

 

الجانب النفسي الاجتماعي وتأثر الفتيات والنساء بالعنف

وقالت أخصائية الدعم النفسي والاجتماعي بجمعية معهد التضامن الأردني ملك السعودي، أنهم يقدمون الدعم القانوني والاجتماعي للنساء بجانب خدمات الدعم النفسي وأنها للحظات إقبال النساء على طلب الدعم ولاحظت كيف يؤثر العنف الإلكتروني عليهن في أعراض واضحة منها الاضطراب المزاجي والاكتئاب، مؤكدة أن الانتباه على أعراض هذا النوع من العنف النفسية قد تساعد في المعالجة.

من جانبها قالت الصحفية التونسية هدى الحاج قاسم، إن بحثها الذي أجرته له خصوصية لأنه يناقش الجمهور والعنف الرقمي ضد الصحفيات التونسيات والرؤية به واضحة لأنه يضع يده على الممارس الفعلي للانتهاكات الإلكترونية ويقف على صورة واضحة ضد العنف الممارس على الصحفيات ولذلك الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية.

وكشفت الناشطة المصرية آية منير، أن هناك مجموعات على مواقع التواصل المختلفة معادية للنساء بشكل مباشر أو غير مباشر وأنهم يستقبلون مختلف أشكال العنف الممارس عبر السحابة الإلكترونية، لافتة إلى وجود هجمات على الفتيات والنساء تتم بشكل عشوائي وهي تهدد بالفعل وجودهن وحياتهن وفي حاجة للتعامل معها لكونها تحول دون قدرة النساء على التواجد الإلكتروني.

 

العنف اللفظي والابتزاز الإلكتروني

بدورها قالت لبنى محمد دكتوراه في اللغوية التطبيقية من السعودية، إنها سعدت بوجودها كجزء من الفريق البحثي بهذا المشروع وأنها عملت على أبحاث "لبنان والإمارات والتغيرات المعرضات للعنف الرقمي".

وأكدت أن العنف الإلكتروني أزمة متفاقمة وتحتاج لمزيد من أجل العمل للوقوف على حلول يمكنها التعامل مع هذا المشهد وأيضاً الخروج بتوصيات من شأنها أن تساعد ذوي الاختصاص في الدفع بمزيد من الأفكار الرامية لتعزيز وتعميق العمل على هذا الملف لمساعدة النساء ودعمهن.

واعتبرت أن الطفولة الآن تغيرت كثيراً حيث يدخل الأطفال للفضاء الإلكتروني من سن صغير ويتعرضون لمناظر لا تكون هناك رغبة في تعرضهم لها في هذا العمر وهناك ثغرات قد تمكن الغرباء من التواصل معهم كالألعاب وغيرها، لافتةً إلى أنهم رصدوا من خلال الاستبيانات وعينات البحث أن العنف اللفظي والابتزاز الإلكتروني كانوا في مقدمة الانتهاكات التي تعاني منها النساء عبر الإنترنت.

 

 

الأبعاد والأطر القانونية الخاصة بالعنف الرقمي

واحدة من الجلسات الحيوية التي شهدت نقاش ثري تمثلت في الأطر القانونية المتعلقة بالعنف الرقمي الممارس على النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وافتتحت الجلسة وأدارتها إسراء المحادين، مديرة مركز قلعة الكرك، وقالت إن الحديث عن الأطر القانونية فرصة لاستكشاف أبعاد العنف الرقمي وكيفية تأثيره على النساء وقراءة الإطار القانوني المتاح للحماية ومكافحة تلك الظاهرة والوقوف على توصيات لتعزيز الحماية والمساواة.

وتحدثت الناشطة النسوية انتصار السعيد حول القانون المصري وإشكاليات العنف الإلكتروني الممارس على النساء وأهمية وضع تعديلات تشريعية رادعة تحميهن من هذا الانتهاك الذي ينال من حقوقهن الإنسانية والتي أودت بحياة الكثيرات، واستعرضت أكثر من حالة انتحار وقال لفتيات على خلفية الابتزاز الإلكتروني.

 

التوجه للفتيات الأصغر سناً ضرورة

من جهتها أكدت مريم ناريمان نومار، أستاذة بقسم الإعلام والاتصال بجامعة "باتنة" في الجزائر، أن الملتقى فرصة مهمة لإثراء النقاش حول الطرق الحديثة لمناهضة العنف ضد المرأة خاصة أن هناك وضع فيه انغماس شديد في البيئة الرقمية.

وأوضحت أن مشاركتها جاءت لكونها باحثة في مجال الإعلام ومهتمة بتواجد المرأة في البيئة الرقمية وأيضاً لكونها روائية وكاتبة صدر لها روايتين حول البيئة الرقمية، كاشفة أن الملتقى يسعى لبحث أساليب جديدة لحماية الفتيات تحديداً في البيئة الرقمية.

وأشارت إلى أن المرأة بات لديها وعي باستخدام الفضاء الإلكتروني وأدوات الحماية الذاتية بشكل نسبي وأنه من الضروري توجيه الجهود للفتيات لكونهن قد لا تدركن ذلك وبعضهن تعشن في عالمين منفصلين أحدهما الواقع الإلكتروني والذي قد تتعرضن فيه للعنف والضغط والابتزاز، معتبرة أن دخول تلك الدائرة أمر ضروري لفهم هذا الواقع ومحاولة تقديم الدعم اللازم.